أخوان بالدم، أخوان في الدعوة الدينيّة الفرانسيسكانيّة، والآن أخوان في الكهنوت: يوم السبت 6 تموز، وفي مسقط رأسهما حلب (سوريا)، تمّت سيامة الأخوين جورج وجوني جلّوف من حراسة الأراضي المقدّسة، كما أورد الخبر القسم الفرنسي في زينيت. بهذا، ينضمّ الكاهنان الجديدان إلى رفيقَيهما مارك فرتيدو ولورنزو باغاني اللذين تمّت سيامتهما في القدس.
في حلب بعد 17 سنة
بالنسبة إلى رعيّة القدّيس فرنسيس في حلب، والتي رأتهما يولدان ويكبران، وحيث خدما في الكَورس ثمّ أحيَيا النشاطات في مجموعات الشباب، إنّها أوّل سيامة كهنوتيّة منذ 17 سنة. وقد ترأس القدّاس النائب الرّسولي للّاتين في حلب المونسنيور حنا جلّوف، وهو أيضاً فرانسيسكاني من حراسة الراضي المقدّسة، وعمّ الكاهنَين الجديدَين، بحضور مسؤولين ورهبان من حراسة الأراضي المقدّسة وكهنة من الجماعات السوريّة وممثّلين عن كنائس سوريّة أخرى.
بعد تلاوة العظة، جرت السيامة بحسب التقليد، مع ترنيم طلبة جميع القدّيسين ومن بينهم سُمّي شهداء دمشق الذين سيتمّ تطويبهم في 20 تشرين الأوّل المقبل، ليُصار بعدها وضع الأيدي وارتداء الأخوين الثوب الأبيض، ثمّ مسح يديهما بالزيت المقدّس. ودائماً بحسب التقليد، أمّهما هي مَن فكّت القماش عن يديهما، ثمّ جفّفتهما وهي أوّل مَن قبّل هذه الأيدي، تلاها والدهما. أمّا قطعة القماش هذه فستحتفظ بها أمّ الأخ جورج والأخ جوني، لتوضع بين يدَيها هي مع انتقالها إلى أحضان الآب السماوي. هكذا، عندما ستقف أمام الرب، ستقدّم له كهنوت ابنَيها، والذي ترمز إليه قطعة القماش الممسوحة بالزيت. بعد ذلك، بارك الكاهنان الجديدان والدَيهما، وتتابع القدّاس بحضورهما كمُشاركَين من بين الكهنة المُحتفلين بالإفخارستيا.
جورج بول جلّوف
© Custodie de Terre Sainte
ترعرع جورج (28 سنة) في حلب في قلب عائلة نقلت له الإيمان وطعم الصلاة. ولطالما وجد في يسوع قوّة لتخطّي المخاوف. “حتّى خلال الحرب، كنتُ أحاول المشاركة في القدّاس كلّ يوم. كنتُ أخاف لكن كنتُ أقول لنفسي: لا أخاف سوءاً لأنّك معي”.
وإذ تردّد بين أحلامه ونداء الرب، مالت الدفّة للمسار الفرانسيسكاني في عمر الـ18. “طلبت من الرب إشارة. لمَ اخترتني؟ كنتُ أشعر أنّني غير كفوء”. إلّا أنّ اللقاء مع ضُعف امرأة مريضة كان جواب الله الذي يُظهر ذاته في الضعفاء. “لستُ مدعوّاً لأنّني كفوء، بل لأنّني أحبّ”.
أمّا طريق الأخ جورج، فتُنيره آية من الإنجيل: “ولأجلهم أقدِّسُ أنا ذاتي” (يو 17 : 19). “أريد أن أكون يدَي الرب ورجلَيه وقلبه. الرب عانقني بيديه، ورافقني برجلَيه على هذا الطريق، وأحبّني. لذا، أصرّ على أن يعرفه الآخرون”.
جوني جلّوف
© Custodie de Terre Sainte
“أعطِني النّفوس، وأمّا الأملاك فخُذها لنفسك” (تك 14 : 21): هذه الآية، بالإضافة إلى نشيد القدّيسة تريزا الطّفل يسوع “في قلب الكنيسة أمّي سوف أكون الحبّ” طبَعا بعمق حياة ونداء جوني.
هذا الشاب الحلبيّ الأصل كان مُراهقاً عندما اندلعت الحرب، وعندما سيطرت عليه فكرة الكهنوت.
إذْ تعلّم الإيمان والصلاة في كنف عائلته، تحوّلت رغبته في أن يُصبح طبيباً يُعالج الأجساد إلى طبيب يُعالج الأنفس، راهبٍ فرانسيسكاني في حراسة الأراضي المقدّسة، فكاهن.
أمّا خبرته الرعويّة التي نمّاها طوال سنوات تنشئته، فقد عزّزت رغبته في “خلاص الأنفس”: “مع سيامتي الكهنوتيّة، أكرّس حياتي كلّها للأنفس ولأقودها إلى المسيح”.