توفّيت كيارا كوربيلا في 3 حزيران 2012: فبَعد خسارتها جنينَين، رفضت المرأة الإيطاليّة العلاج الكيميائي كي لا تؤذي الطفل الجديد الذي كانت تحمله في أحشائها، فيما أعطاها الأطبّاء مهلة 12 شهراً لتعيش قرب ابنها فرنشيسكو بعد ولادته، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من موقع زينيت.
في إحدى الرّسائل التي حضّرتها قبل وفاتها ووجّهتها لابنها، كتبت كيارا: “الله سيُريك الطريق إن فتحتَ له قلبك. ثق به”.
أمّا خلال مراسم دفنها، فقد كان المؤمنون يُنادون بكونها أمّاً مقدّسة. وبعد 6 أعوام على وفاتها، انطلقت دعوى تطويبها، لتُرسَل الوثائق إلى مجمع دعاوى القدّيسين بعد انتهاء مرحلة التحقيق الأبرشيّة.
في هذا السياق، وخلال حفل انتهاء المرحلة الأولى مِن العمليّة، أشار المونسنيور بالدو رينا (نائب أبرشيّة روما التي كانت كيارا تنتمي إليها) إلى أنّ أشخاصاً من 4 أقطار العالم كانوا يُصلّون لدعواها. “يرى المؤمنون في كيارا صديقة لله، شاهدة على الإيمان، رفيقة في السّفر على درب حياتهم، وأختاً تتشفّع لدى الله في الكثير من الحاجات لينالوا هبات الإيمان والارتداد والعزاء”.
إنريكو بتريلو، زوج القدّيسة المستقبليّة
خلال حفل اختتام المرحلة الأولى في بازيليك القدّيس يوحنا اللاتراني بتاريخ 21 حزيران الماضي، قال إنريكو بتريلو إنّ حياة زوجته سمحت له بأن يعرف الله بفرح وبعذوبة. وفي تصريح لـ”فاتيكان نيوز” بالنسخة الإيطاليّة، أشار إلى أنّه ما زال يتعلّم أن يكون زوج قدّيسة مستقبليّة، مُضيفاً أنّه، بالنظر إلى صناديق الوثائق المُغلقة التي تُخبر عن الحياة الجميلة التي عاشتها زوجته، يرى أنّ الكنيسة تحتفظ بالأمور الثمينة بحِكمة. “أعتقد أنّني فعلتُ ما وجب فعله. أخبرتُ كلّ ما اعتقدتُه وما عشته”.
ولدى سؤاله كيف يشرح قداسة زوجته بعد 12 سنة على وفاتها، أجب إنريكو: “بنظري، لم تتغيّر. كيارا ابنة الله وقد سمحت له بأن يُحبَّها. واليوم، ها هي قادرة على إنارة دربنا، وهذا بسيط، لكنّه ليس سهلاً. إنّها تدلّنا على درب مُتاحة لنا. وأتأثّر عندما أرى أنّ كثيرين قريبون منها. لم تكن امرأة فعلت أشياء خارقة. لكنّ المُذهل أنّها تقبّلت ببساطة ما قرّر ملك التاريخ أن يُدبّر لها، فأصبحت شجرة كبيرة يتظلّل كثر تحتها”.
كما وأضاف زوج القدّيسة المستقبليّة أنّ كون الكثيرين يُصلّون لدعوى تطويبها لا يأخذ منه شيئاً: “أشعر أنّها ما زالت زوجتي، وقُربها من آخرين لا يأخذ منّي ما هو لي ولطالما كان لي. الحبّ يتضاعف ولا ينقسم”. وعن قصّته مع كيارا، قال: “إنّها قصّة زواج مقدَّس. أجهل لِما قرّر الله أن أُتابع الحياة هنا، لكنّني أعرف أنّني اختبرتُ العديد من النِّعم معها، لذا فإنّ اختبارها هو اختباري أيضاً وأنا مسرور لها”.
فرنشيسكو، 13 عاماً، ابن أمّ مُكرَّمة
بتاريخ 21 حزيران، وخلال اختتام دعوى تطويب كيارا كوربيلا، كان فرنشيسكو (ابنها البالغ 13 عاماً) جالساً قرب والده. وقد بدا على وجهه التأثّر والحماسة كلّما أظهرته الكاميرات يشدّ على يد والده . وقد اعترف إنريكو بتريلو أنّه على مرّ السنوات، خاطب ابنه مراراً عن الحياة والخيارات التي تكون مُتاحة لنا، وعن قداسة أمّه. وأضاف أنّه على الطريق خلال سفرهما لحضور حفل اختتام الدعوى وصدور الحُكم، سأل فرنشيسكو إن فَهِم ما كان سيحصل، فأجابه الأخير “ليس تماماً”.
“أمامه الحياة بأكملها ليفهم وليتأمّل أكثر بالأشياء التي تؤثّر عليه شخصيّاً. لذا، لا أحاول الضغط عليه كثيراً. إن طرح أسئلة، أُجيبه، وإلّا فالأمر لا يهمّ”.
في سياق متّصل، ذكر إنريكو الارتدادات، مِن بين العديد من الشّهادات على تدخّل كيارا في حياة النّاس والنِّعم التي حصلوا عليها بشفاعتها، علاوة على تقارير عن شفاءات جسديّة يجب أن تتحقّق منها اللجنة العِلميّة.
“الارتداد أمر بغاية الصّعوبة، لأنّ الله يحترم حريّتنا. وبرأيي، إنّ أجمل شهادة هي معرفة عدد النّاس الذين يعودون إلى الإيمان، وعدد النّساء اللواتي يتصالحن مع ماضيهنّ، بعد ارتكابهنّ الشرّ. لا يشعرن بأنّ كيارا تحكم عليهنّ، بل بأنّها تسهر عليهنّ وتتفهّمهنّ. وهناك نساء يشعرن أنّ حبّ كيارا يُعانقهنّ، فيما في الواقع الله يُعانق كيارا، وبدورها تعانقنا ناقِلة لنا هذا الحبّ”.