أهنّئكم على غنائكم ورقصكم: لقد قمتم بذلك بشكل جيّد!
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، مساء الخير!
أحيّي نيافة الكاردينال، الذي أشكره على الكلام الذي وجّهه لِي، وأشكر رئيسة الرّاهبات، والمديرة، وجميع الحاضرين، الرّهبان والعلمانيّين، وخاصّة أنتم الأطفال الرّائعين!
أنا سعيد جدًّا بأن ألتقي بكم وأن أشارككم لحظة الاحتفال هذه. أشكر أيضًا رفاقكم الذين سألوني سؤالَين فيهما إلزام للرّد.
سألني أحدهم: “لماذا أنا لستُ مثل الآخرين؟”. في الحقيقة يتبادر إلى ذهني جواب واحد فقط على هذا السّؤال وهو: “لأنّه لا أحد منّا يشبه غيره: لأنّنا كلّنا فريدون أمام الله!”. لذلك، لا أؤكّد فقط أنّ ”هناك رجاء للجميع“ – كما قال أحدهم – بل أضيف أيضًا أنّ كلّ واحد منّا، في العالم، له دور ورسالة لا يستطيع أحد آخر أن يقوم بها، وأنّ هذا الأمر، حتّى لو كان فيه بعض التّعب، فإنّه يعطينا في الوقت نفسه بحرًا من الفرح، وبطريقة مختلفة لكلّ شخص. السّلام والفرح هما للجميع.
هذا صحيح، كلّنا لدينا حدود نقف عندها، وأمور نعرف أن نقوم بها بشكل أفضل، وأمور أخرى نتعب في عملها أو لا نستطيع أن نقوم بها أبدًا، وليس ذلك ما يحدّد سعادتنا: بل الحبّ الذي نضعه في كلّ ما نصنعه، ونعطيه، ونتلقّاه. أن نعطي الحبّ دائمًا ونتلقّى بأذرع مفتوحة الحبّ الذي نستقبله من الأشخاص الذين يحبّوننا: هذا هو أجمل وأهمّ شيء في حياتنا، وفي أيّ حالة ولأيّ شخص… حتّى بالنّسبة للبابا، هل تعلمون ذلك؟ فرحنا يعتمد على الحبّ، وليس على شيء آخر!
وهذا يقودنا إلى السّؤال الآخر: “كيف يمكننا أن نجعل عالمنا أكثر جمالًا وسعادة؟”. بالتّأكيد من خلال ”الوصفة“ نفسها: أن نتعلّم يومًا بعد يوم أن نحبّ الله والآخرين من كلّ قلبنا! ونحاول أن نفهم – حتّى في المدرسة – كلّ ما نستطيع، لكي نقوم به بأفضل الطّرق، وندرس ونلتزم إلى أقصى حدّ في كلّ فرصة تُعطى لنا لكي ننمو ونحسّن من أنفسنا ونصقل مواهبنا وقدراتنا.
هل سبق لكم أن رأيتم كيف يجهِّز القط نفسه عندما يريد القيام بقفزة كبيرة؟ أوّلًا يركِّز ويوجِّه كلّ قوّته وعضلاته في الاتّجاه الصّحيح. ربما يقوم بذلك في لحظة سريعة، ونحن لا نلاحظ حتّى ذلك، لكنّه يقوم به. وهكذا نحن أيضًا: لنركّز كلّ قوانا على الهدف، وهو محبّة يسوع وفيه لجميع الإخوة والأخوات الذين نلتقي بهم في طريقنا، ثمّ لنملأ باندفاع كلّ شيء وكلّ شخص بمحبّتنا! وبهذا المعنى، لا أحد منّا ”عبء“ – كما قلتم -: جميعنا عطيّة جميلة من الله، وكنز بعضنا لبعض!
شكرًا لكم، أيّها الأطفال، شكرًا جزيلًا على هذا اللقاء، وشكرًا لكم جميعًا أنتم الذين تعملون معًا هنا بمحبّة. أبقوا دائمًا هذا النّور مضاء، وهو علامة أمل ليس لكم فقط، بل لجميع الذين تلتقون بهم، وأيضًا لعالمنا، الذي يكون أحيانًا أنانيًا جدًّا وقلقًا بشأن أشياء لا أهميّة لها. أبقوا نور الحبّ مضاء! ومن فضلكم، صلّوا من أجلي أيضًا!
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2024
Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana