” مَريمَ الَّتي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الَّذي يُقالُ له المسيح ، مُخلّص البشرية ، حياة الجميع ”
اليوم وُلدت العذراء الّتي منها أراد سلام الكلّ أن يولد ، لكي يعطي الّذين كانوا مولودين للموت قوّةً ليولدوا من جديد للحياة .
اليوم ، وُلدت أمُّنا مريم ، حواء الجديدة ، الّتي ألغت لعنة حوّاء ، أمّنا الأرضية الأولى . هكذا بها ، نرث الآن البركة ، نحن الّذين ، بأمّنا الأولى ، وُلدنا تحت اللعنة القديمة . نعم ، هي أمّنا الجديدة ، الّتي جدّت شباب أبنائها العجائز ، والّتي شفت ألم الشيخوخة الوراثيّة ، كما وجميع أشكال الشيخوخة الأخرى المزادة . نعم ، هي بحقّ أمّ جديدة ، تلك الّتي ولدت معجزة المعجزات وبقيت عذراء ، هي الّتي ولدت للعالم خالق العالم وسيدّه .
يا لروعة هذه البتوليّة الخصبة !
والأروع والأجمل أيضًا هي الثمرة الجديدة الّتي وضعتها في العالم …
ربما تتساءل كيف ولدت العذراء المخلّص ؟
ولدته كما تنشر زهرة الكرمة عطرها.
قديمًا، قبل ميلاد مريم ، قال عنها الرُّوح الّذي سيسكن فيها : ” أَنا كالكَرمَةِ أَنبَتُّ النِّعمَة وأَزْهاري ثِمارُ مَجدٍ وغِنَى ” ( سفر يشوع بن سيراخ ٢٤ : ١٧ ) … كالزهرة الّتي لم تتغيّر لتُعطي رائحتها، هكذا نقاوة مريم ظلّت كما هي لتلد المخلّص .
وأنتَ أيضًا ، إذا حفظت كمال العفّة ، لن ” يزهر جسدك من جديد ” فحسب ، بل ستتألّق قداسة الله فيك كلّك . لن يبقى نظرك غير مستقيمًا أو ضائعًا، بل مُزيناً ومجمّلاً بالحشمة … سيصبح كلّ شخصك مزيّنًا بزهور نعمة النقاوة والطهارة والقداسة .
صلاة :
-أيّتها الطفلة مريم القدّيسة التي من بيت داود المَلَكي، سلطانة الملائكة، أم النعمة والمحبة، أحيّيك من كلّ قلبي. إحصلي لي على نعمة حبّ الله بأمانة طيلة أيام حياتي. واحصلي لي أيضاً على كيفية تقديم الإكرام اللائق بكِ لـمن هي أول مخلوق لحبّ الله.
– يا مريم الطفلة السماوية، يا من تشابهين الحمامة الطاهرة ومن وُلدت جميلة بغير عيب، آية لحكمة الله العجيبة، نفسي تفرح بكِ. ساعديني لأحتفظ بفضيلة الطهارة الملائكية مهما كانت التضحية.
السلام لكِ يا مريم الطفلة القدّيسة والمحبوبة، بستان الفرح الروحي، حيث زُرعت بها في يوم التجسد شجرة الحيـاة. ساعديني لأتجنّب سموم ثمرة الشهوة والكبرياء لهذا العالم، ساعديني أن أحفر في نفسي أفكار ومشاعر وفضائل إبنك السماوي .
-السلام لكِ يا مريم الطفلة الرائعة، وردة سرّية، جنّة مغلقة فُتحت فقط للعريس السماوي. يا زنبق الفردوس، إجعليني أن أحبّ الحياة المتواضعة والخفيّة، واجعلي العريس السماوي يجد باب قلبي دائماً مفتوح لدعوات الحبّ لنعمه وإلهاماتـه.
يا مريم الطفلة، الفجر الذي لا يدركه العقل، باب السماء، انت رجائي وثقتي. يا محامية قديرة، مدّي يداك من عرشك وساعديني في مسيرة حياتي. إجعليني أخدم الله بثبات وأمانة حتى الممات لأصل للحياة الأبدية معك
-مباركة مريم الطفلة التي أصبحت أماً لله وأمنا الحبيبة، أمطرينا بالنعم السماويّـة، وانصتي لنا بكلّ رحمة وانظري إلى توسلاتي والى إحتياجاتي التي تضغط عليّ من كلّ جانب وخاصة في المحنة التي أمرّ بها الآن. أنا أضع كل ثقتى فيكِ.
– يا مريم الطفلة القدّيسة بحق الإمتياز الممنوح لكِ وبحق ما استحققتيه، أظهري لي تلك الحظوة الروحية والمميزات الدائمة التي تغدقيها والتي لا تنضب أبداً لأن قوتك مع قلب الله غير محدودة.
– تفضلي من خلال ينبوع النعم الغير محدود والذي غمرك به الله تعالى من أول لحظة بحبلك الطاهر بلا دنس، أيتها الطفلة السماوية طلبتي حتى أظل أسبّح للأبد طيبة قلبك الطاهر. آمين.
-ميلادك يا أمّ الله العذراء، قد أذاع الفرح للعالم أجمع، لأنّ منك أشرقت شمس الحقّ، المسيح ربّنا. بإبطاله اللعنة، منَحَنا البركة، و بسحقه سلطان الموت، أنعم علينا بالحياة الأبدية. مباركة أنتِ في النساء، ومباركة ثمرة بطنكِ، لأنّ منك أشرقت شمس الحقّ، المسيح ربّنا. آمين.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك