يدعو الأب خيسوس ماتيو فرنانديز (من إسبانيا) الكهنة لعدم نسيان “تغيير الشباب عبر الحبّ”، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت. لكن كيف؟
في التفاصيل، صوت الكاهن لا يرتجف عندما يتكلّم، بل يبتسم حتّى عبر الهاتف: كاهن في السابعة والثمانين محبوب في كاستيل وليون، خاصّة في فالادوليد، حائز على دكتوراه في اللاهوت، وقد كان قاضياً في المحكمة الروحيّة. وبكلّ فخر، يعترف بأنّه عضو في رهبنة الصليب المقدّس، لكنّه واضح وصارم: “إنّها الرسالة نفسها، لكنّ الظروف تختلف، ونحن على صلة مباشرة بالأسقف”.
هذا الكاهن الذي يتمتّع بخبرة كبيرة، أراد أن يُذكّر بأنّ الكهنة عليهم أن يبلغوا الشباب المنسيّين المتعطّشين لله، حتّى وإن كانوا لا يعرفون ذلك بعد.
“كاهن يُمضي أكثر من 3 ساعات في كرسي الاعتراف”: بهذه الكلمات يصف نفسه بعد أن زار رعايا بلغ فيها قلوب العديد من العائلات، وبشكل خاصّ الشباب الذين لطالما عاملهم بعطف وتقدير.
أمّا رعيّة القدّيس منصور فقد كانت محطّة في حياته علّمته أنّ فرح الكهنوت هو بذل الذات بفرح. إذ ألّف العديد من الكتب، اقتنع بأنّ ذلك سيُغيّر الشباب مُشدِّداً على جملة “كما كان يسوع ليفعل”، ومُشيراً إلى أنّه لم يتوقّع تأليف هذا العدد خاصّة وأنّ الوقت كان ينقصه. “لم أكن موهوباً في المعلوماتيّة، وقد وضعتُ كلّ ذلك على هاتفي المحمول الذي اعتدتُ عليه”.
إلّا أنّه أقرّ بخوفه من حساسية البعض، لذا اختار أن يكتب ببساطة، وبدأ منذ 6 أعوام بالتعليق على الإنجيل في الرعيّة الرقميّة التي أوجدها، والتي تطال 3000 شخص في اليوم.
أمّا في دردشته مع موقع زينيت، فلم ينسَ الكاهن أن يُشير إلى الجهود التي بذلها لرفع القلوب وجعلها أقرب من محبّة الرب الرحوم. وأضاف أنّه لم يوبّخ يوماً أحداً بل حاول تصحيح الأخطاء بحبّ كبير.
وحاليّاً، عُهِدَت للكاهن مهمّة العودة إلى شغفه منذ صباه: كرسي الاعتراف، الإصغاء إلى الناس ونقل “ملاطفة الله” لهم.