للكنيسة الكاثوليكية طوباوي جديد. تمّ تطويب المكسيكيّ مويسيس ليرا سيرافين (1893 – 1950)، كاهن مرسَل للروح القدس ومؤسس جمعية مرسلي المحبة لمريم البريئة من الخطيئة الأصلية، يوم السبت الفائت في المكسيك. ترأّس قداس التطويب الكاردينال مارتشيللو سيميرارو، عميد دعاوى القديسين، في بازيليك سيدة غوادالوبي، في المكسيك. إنّ الأب سيرافين هو مثال الحياة الفاضلة وهو متجذّر في الأصغريّة. وكان يكتب: “يجب أن تكون صغيرًا حتى تصبح قديسًا”. بعد أن نال موهبة الإرشاد الروحيّ ومكرّسًا نفسه للإفخارستيا، ساعد الطوباويّ الكهنة على أن يبذلوا أنفسهم من دون حساب بالإضافة إلى العلمانيين لكي ينموا في الإيمان ومحبة الربّ.
ينحدر الطوباوي من عائلة متواضعة وبسيطة، وقد فَقَدَ الطوباوي والدته ولم يكن يبلغ أعوامه الخمسة بعد فاضُطرّ إلى تغيير مكان إقامته بسبب عمل والده. سيم كاهنًا في العام 1922 ويؤكّد الأشخاص الذين عايشوه بأنه كان رجلاً فرحًا وحيويًا ومبدعًا. وسرعان ما أصبح الأب سيرافين مسؤولاً عن المبتدئين وكانت فترة ملائمة للانخراط في رسالة الاعتراف والاحتفال بالإفخارستيا: “إنّ القداسة هي سهلة وبسيطة: في البدء الاتحاد، ثمّ “نَعَم” مستمرّة على الدوام”.
وبينما كانت الكنيسة مضطهَدَة في المكسيك، استمرّ في تقديم الأسرار المقدّسة على الرغم من اعتراض الحكومة على ذلك. هذا وأسّس جمعية المبشّرين بالمحبة لمريم البريئة من الخطيئة الأصليّة، وهي جماعة رسولية اجتماعية. احتذى بحياة ومثال الطفولة الروحية للقديسة تريز، وكان يرغب في أن تعيش راهباته “محبة كبيرة تجاه الجميع”. كانت راهبات المحبة متكرّسات على الدوام لمساعدة الفقراء والمرضى والتعليم والإرساليّات الخارجيّة. تضمّ الجمعيّة اليوم أربعين بيتًا تتوزّع في العالم.
كان يمضي من ستة إلى ثماني ساعات في اليوم في كرسي الاعتراف، ويرافق أيضًا العديد من الأشخاص. وقد قال الكاردينال سيميرارو في عظته أثناء قداس التطويب: “تحوّلت طفولته الروحية هنا إلى أبوّة روحيّة غارسًا فيها السلام والثقة بالله والأمن في القلوب”.
في السنوات الأخيرة من حياته، اضطرّ أن يختبر المرض الذي قدّمه لله من أجل جمعيّته وبناته الروحيّات. وفي تلك الفترة، تميّز بصبره. بالرغم من تدهور حالته الصحيّة، استطاع أن يمارس خدمة الاعتراف والإرشاد الروحيّ حتى النهاية. وقد أعلن البابا فرنسيس بعد صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 15 أيلول: “أمس في المكسيك، تمّ تطويب مويسيس ليرا سيرافين بعد حياة كرّسها لمساعدة الناس على النموّ في الإيمان ومحبّة الربّ. لتحفّز حماسته الرسوليّة الكهنة على بذل أنفسهم من دون تحفّظ من أجل الخير الروحيّ لشعب الله القدّيس. لنصفّق للطوباويّ الجديد”.