في مبادرة تاريخيّة ورمزيّة، ستستقبل كاتدرائيّة نوتردام في باريس عنصراً جديداً يجمع عالمَي الإيمان والرّياضة. فالجرس الذي لعب دوراً كبيراً خلال الألعاب الأولمبيّة التي احتضنتها باريس، سيوضَع في الكاتدرائية وسيُدَقّ للمرّة الأولى خلال قدّاس الميلاد، طابِعاً بذلك فصلاً جديداً في ترميم هذا المعلَم الأسطوري.
من الألعاب الأولمبيّة إلى نوتردام
إنّ الجرس الذي يبلغ وزنه 500 كيلو، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت، والذي هو من صنع مسبك Cornille Havard في النورماندي، صُمِّمَ أساساً لألعاب باريس الأولمبيّة، مع الإشارة إلى أنّ المسبك المذكور (وهو آخر صانع للأجراس في فرنسا) على صلة عميقة بالكاتدرائيّة، بما أنّه صبّ 9 أجراس سنة 2013 لمناسبة عيدها الـ850. وبعد الحريق الكارثي الذي اندلع سنة 2019، عُهِد للمسبك مجدّداً بترميم الأجراس، ليبقى صوتها يصدح في باريس.
أمّا الجرس الذي أعلن عن نهاية بطولة الألعاب الأولمبيّة وعن النصر والصداقة، فسيجد قريباً مأوى جديداً له ضمن الجدران المقدّسة لِنوتردام، لكن هذه المرّة داخل غرفة قريبة من الأرغن، حيث سينضمّ إلى جرسَين جديدَين، بدلاً من وضعه في الأبراج العالية. وهذه الأجراس مجتمعة ستدقّ خلال اللحظات المهيبة في القداديس مُذكِّرة بالقيم الرّوحيّة، لا سيّما خلال قدّاس عيد الميلاد، تحديداً خلال التكريس، جامِعةً بين الماضي والحاضر في تكرّس عميق.
بانتظار ذلك، ستبقى أجراس نوتردام الأصليّة تلعب دورها في المناسبات الكبرى، كما فعلت خلال عيد الفصح، الميلاد وعند وفاة البابا بندكتس السادس عشر.