في حزيران الماضي، التقط مُصوِّر من شركة Castletown Media للإنتاج في سياتل لحظات رحلة طويلة فيما انطلق 152 طالِباً من نورث داكوتا في حجّ إلى روما مِن تنظيم جيروم ريختر، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
في التفاصيل، إنّ هذه الرّحلة التي تضمّنت محطّة في أسيزي، ستُنشَر ضمن الوثائقي المرتقَب “خريطة الطريق إلى الواقع: كارلو أكوتيس وعصرنا الرقميّ” Roadmap to Reality: Carlo Acutis and Our Digital Age والذي سيبدأ عرضه السنة المقبلة.
أمّا طاقم التّصوير فقد لحق بمجموعة الشّباب فيما عبروا الأطلسي، مُوثِّقين زيارتهم إلى قبر كارلو أكوتيس (الذي توفّي سنة 2006 عن عمر 15 سنة والذي ستُعلَن قداسته سنة 2025): هذه الزيارة كانت مُؤثِّرة بالنسبة إلى الطلّاب الذين وجدوا أنفسهم يقفون أمام جثمان شاب يرتدي الجينز وسترة مع قبّعة، شاب يشبههم.
مِن ناحيته، وصف ريختر ردود فعل الطلّاب: “رؤيتهم وجه قدّيس بدا مثلهم كانت غامِرة. بعضهم بكى بدون أن يعرف لماذا، فيما آخرون استوحوا ممّا يرونه، وشعروا بصِلة تجمعهم بكارلو كزميل، وليس كشخصيّة قدّيس بعيد المنال”. وردود الفعل تلك أساسيّة في الوثائقي الذي يهدف إلى استكشاف حياة كارلو ورسالته في الإرشاد ضمن العالم الرقميّ.
أمّا تيم موريارتي (المنتج التنفيذي في شركة الإنتاج ومخرج الوثائقي) فقد قال: “نحن نشاهد العالم عبر عينَي كارلو. لقد اعتنق المجال الرقميّ بإيمان كبير، مُقدِّماً خريطة طريق لكيفيّة البقاء متجذّرين في عالم لا ينفكّ يتغيّر”.
إنّ قصّة كارلو شهادة على قدرات التكنولوجيا عندما تُستَخدَم بنيّة صالحة وبإيمان. إذ عُرف باسم “مُؤثّر الله”، استغلّ كارلو مهاراته التي تعلّمها بنفسه ليضع موقعاً إلكترونيّاً وثّق فيه معجزات الإفخارستيا، وهو عمل جَمَع فيه حبّه للتكنولوجيا وتكرّسه للقربان. وأضاف موريارتي: “لم يكن كارلو مُستخدِماً سلبيّاً للتكنولوجيا، بل استعملها للأنجلة ولرسم حدود لنفسه والتركيز على ما يهمّ. إنّ حياته دليل لكيفيّة الغَوص في العالم الرقميّ بدون الابتعاد عن صِلاتنا الروحيّة والإنسانيّة”.
في سياق متّصل، يُظهر الوثائقي مشاهد عن عائلة كارلو، أصدقائه وشخصيّات أخرى كانت جزءاً من حياته. أمّا الأكثر تأثيراً فهي شهادة أمّه أنطونيا سالزانو، التي تعزو تعميق الإيمان إلى كارلو، علاوة على شهادة أخرى مِن هندوسي سابق اعتنق الكاثوليكيّة بعد تأثّره بكارلو.
“خريطة الطريق إلى الواقع” أكثر مِن قصّة قدّيس شاب. إنّها رسالة أمل لشباب اليوم… تُظهر حياة كارلو أنّ القداسة ليست ممكنة فحسب، بل هي ذات صلة بزمننا. واختبار التصوير أظهر أهمية الابتعاد عمّا يلهي رقميّاً.
ويأمل موريارتي، الذي تعمّق إيمانه خلال التصوير، أن “يكون الفيلم وحياً للمشاهدين ليجدوا طريقهم إلى القداسة في العالم المعاصر… يُرينا كارلو أنّ القداسة ممكنة حتّى في العصر الرقمي”.