أليسا لوردن شابة روسيّة تبلغ من العمر 21 عاماً، تربّت على فلسفة الأغنوستيّة في بيئة علمانيّة بدون أيّ توجيه دينيّ. تركت بلدها مع أمّها وأختها للانتقال إلى مالطا ودخول الجامعة. تعمّدت بعد أن فكّرت في الانتحار، لأنّ حياتها، حتّى ولو بدت أنّها تجري جيّداً بصفتها طالبة بالعلوم الاجتماعيّة، قد فقدت أيّ معنى.
لكن كيف؟
لم تفكّر أليسا يوماً في الله أو في الديانة… إلى أن بلغت العشرين من العمر عندما بدأت تشعر أنّ شيئاً ينقصها، إلّا أنّها لم تفهم أنّ الأمر يتعلّق بالله، بما أنّها لم تكن على علاقة بهذه الحقائق يوماً، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت.
“كنتُ أعتقد أنّ الدّيانة مُخصَّصة لضعفاء الفكر وغير الأذكياء الذين يختارون طريق السّهولة. لكنّني شعرتُ أنّني فارغة، وكأنّ شيئاً ينقصني… الفراغ حملني على التفكير في الانتحار، لكنّني لم أحاول ذلك. وما ساعدني هو الانفتاح على أصدقائي والتكلّم معهم، ممّا جعلني أفكّر في أنّ الله يعمل فيّ”.
من ناحية أخرى، كان صديق أليسا كاثوليكيّاً، إلّا أنّه لم يكن يمارس إيمانه. وفيما بدآ معاً في البحث عن الله، قرّرا الذهاب إلى القدّاس في صباح يوم أحد.
شرحت أليسا أنّ اختبارها اختلف عمّا كانت تتوقّعه، لأنّها لأوّل مرّة شاركت في قدّاس، وشعرت أنّها تدخل إلى بيتها حيث الدفء. ومذّاك الوقت، تابعت مع صديقها الذهاب إلى القدّاس كلّ أحد، وتسجّلا في صفّ للتنشئة مع كاهن، ممّا ساعدها على التعمّق بالإيمان والاستعداد لتلقّي سرّ العماد ودخول الكنيسة الكاثوليكيّة. “قبل أن أتعمّد، كنتُ أعتقد أنّ الإيمان مُقيِّد وقمعيّ، لكنّني الآن أدرك أنّه مُحرِّر… إنّ معرفتي بأنّ الله يغفر لي يُشعرني بالحرية، ليس لأنّني أستطيع أن أفعل ما أريد مِن شرّ، بل لأنّني أعرف انّني لن أحمل هذا العبء. أشعر بأنّني بسلام، فيما يجتاحني التأثّر”.