في حين أصدرت دائرة عقيدة الإيمان للتوّ بيانها حول الحياة الروحيّة في المزار المريميّ في مديغورييه، تخبر كلارا بيسومس، طالبة شابّة في علم الأعصاب في مرسيليا، عن خبرة الاهتداء التي عاشتها هناك.
ككلّ عام، يتمّ تنظيم العديد من رحلات الحجّ إلى مزار مديغورييه في البوسنة والهرسك، وكلارا بيسومبس، هي إحدى الشابّات الكاثوليكيّات التي تعتبر أنّ هذا المزار هو مكان روحيّ مهمّ. “قبل مديغورييه، لم أكن أؤمن على الإطلاق، لا بالله ولا يسوع ولا مريم”.
وُلدت في كنف عائلة إسبانيّة كاثوليكيّة وهي معمَّدَة، إنما ابتعدت عن الإيمان أثناء فترة مراهقتها.
في العام 2020، وبينما كانت محتجَزَة مع عائلتها أثناء فترة جائحة كورونا، اقترحت عليها أمّها الملتزمة كثيرًا بالذهاب إلى مديغورييه للقيام بحجّ روحيّ. قبلت كلارا هروبًا من حياة العزلة، راجية أن تتنشّق نسمة من الهواء ليس إلاّ. وها هي تستقلّ الطائرة للسفر برفقة أمّها وأختها وجدّتها.
خبرة روحيّة
ما أن وصلت إلى المزار، حتى تأثّرت بحماسة المؤمنين خلال القداس الأوّل الذي رأته هناك، وكذلك أثناء السجود الذي أُقيم في الهواء الطلق. وشرحت قائلةً: “لا أعتقد أنني رأيتُ مثل هذا الإيمان من قبل”.
وفي الغد، حضرت كلارا مع عائلتها ظهورًا وقالت: “في تلك اللحظة بالذات، كنت محظوظة للغاية لأنني شعرت بمحبّة مريم، لا توجد كلمات أستطيع من خلالها شرح ذلك، لكن اجتاحتني المشاعر الرائعة، وأحسستُ بشيء لم أشعر به من قبل”.
إنما سرعان ما هاجمني الشكّ: “قلتُ لنفسي لا، أنا أتخيّل، هذا أمر غير موجود البتّة”. ثم أخبرت كيف أنّها طلبت من الربّ أن يظهر بأنه موجود حقًا، قلتُ: “يا ربّ، إن كنت موجودًا فعلاً، فأظهر لي ذلك وادخل إلى قلبي”.
بالنسبة إليها، تمّ اللقاء بيسوع في لحظة السجود. “نظرت إلى كأس القربان وفي تلك اللحظة شعرت بيسوع يتحدّث معي ويقول لي: “كلارا، لقد استمعت إليك وأنا أدخل قلبك”. وشعرت وكأنّ نورًا يمرّ في قلبي. لقد كانت لحظة جميلة جدًا لأنها كانت المرّة الأولى التي ألتقي فيها بالله”.
في هذا المزار المريميّ، أدركت كلارا أنّ النقص التي كانت تشعر به في حياتها كان مكان الله. “في الواقع، فهمت أنه لا يوجد أحد سوى الله في المجتمع الذي يمكن أن يملأ قلبي”.
بداية مسيرة مع الله
كان الاختبار الروحيّ الذي عاشته في مديغورييه نقطة انطلاق نحو الله بالنسبة إلى كلارا: “لقد عاودتُ المشاركة في القدّاس، وتلاوة الورديّة… كان تحوّلاً كاملاً”.
تشكر كلارا مريم على رحلة العودة إلى الله، وتقول: “إنها مريم التي تشفّعت لي طوال خبرتي في مديغورييه. إذًا بفضلها هي، استطعتُ لقاء الله”.
من هذا المنطلق، تشجّع كلارا الحجّاج وكلّ الأشخاص الذين يتوجّهون إلى مديغورييه على الانفتاح إلى صوت مريم وصوت الله في هذا المكان المميّز. وختمت قائلة: “مريم هي بالفعل الطريق الأضمن للذهاب إلى الله”. أنا عشت هذه الخبرة” متمنيةً أن يعيش الآخرون هذا التحوّل الروحيّ التي تعتبره اهتداءً حقيقيًا”.