بتاريخ 27 آب الماضي، أصدرت دار النشر الفاتيكانية كتاباً لِ”ديل ريسينيلا”Dale Recinella وهو محامي “وال ستريت” السّابق، البالغ من العمر 72 عاماً، وقد كرّس جزءاً مِن حياته لمرافقة المحكومين بالإعدام في سجون فلوريدا. أمّا عنوان الكتاب فهو “مسيحيّ ينتظر الإعدام: التزامي حيال المحكوم عليهم” A Christian on Death Row: My Commitment to Those Condemned. في الواقع، إنّ ريسينيلا خدم كـ”مُرشد علماني”، برفقة زوجته سوزان، كما أورد الخبر القسم الفرنسي في زينيت.
من ناحيته، وضع البابا فرنسيس مقدّمة الكتاب مُشدِّداً على أنّ “الإنجيل هو اللقاء مع إنسان حيّ يُغيّر حياتنا: يسوع قادر على إحداث ثورة في مشاريعنا وطموحاتنا ووجهات نظرنا. إنّ معرفة يسوع تعني إعطاء معنى لوجودنا، لأنّ الرب يُقدّم لنا فرحة لا تنطفىء أبداً، بما أنّها فرحة الله بذاته”.
أمّا عن ريسينيلا بحدّ ذاته، فقد كتب البابا: “إنّ قصّة ريسينيلا الذي التقيته وتابعتُ مقالاته في لوسيرفاتوري رومانو تؤكّد ما قلتُه: بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نفهم كيف أصبح رجل (علمانيّ وزوج وأب) – كانت لديه أهداف أخرى لمستقبله – مُرشِداً للمحكوم عليهم بالموت. إنّها مهمّة بغاية الصّعوبة لأنّها تتّصل بالأذى في كلّ أبعاده: الأذى الذي ارتُكِب حيال الآخرين والذي لا يمكن إلغاؤه؛ الأذى الذي يعيشه المحكوم عليه وهو يعرف أنّه أمام موت محتّم؛ والأذى الذي يدخل إلى المجتمع عبر حكم الإعدام. نعم، كما سبق وأشرتُ إلى ذلك مراراً، ليست عقوبة الإعدام حلّاً للعنف الذي طال أبرياء. إنّ الإعدام، البعيد عن إحلال العدالة، يُغذّي شعوراً بالانتقام قد يصبح سمّاً في جسم مجتمعاتنا المدنيّة. على الدّول أن تمنح المساجين إمكانيّة تغيير حياتهم، بدلاً مِن استثمار المال والموارد في إعدامهم، وكأنّهم بشر لم يعودوا جديرين بالعَيش ويجب التخلّص منهم”.
في سياق متّصل، تطرّق البابا في مقدّمته إلى اليوبيل، مُضيفاً أنّه “يجب أن يُلزِم المؤمنين بالمطالبة بوضع حدّ لعقوبة الإعدام، لأنّها ممارسة غير مقبولة وتطال كرامة الإنسان”.
وختم البابا كاتِباً أنّه يجب ألّا نعتقد أنّ الخطيئة أو الخطأ والتصرّف الصّادر عنّا قد يُبعدنا عن الله، بحسب ما علّمنا ذلك يوبيل الرّحمة. “فقلب الله صُلب لأجلنا، والله يسامحنا… نحن نبقى أبناء الله”.