انعقد الاجتماع الدولي من أجل السلام، الذي نظمته جماعة سانت إيجيديو منذ 38 عامًا، للمرّة الأولى في باريس في 22 و23 و24 أيلول 2024. وفي سياق عالمي يتّسم بتجدد الصراعات والفقر والأزمة الإيكولوجيّة، ضمّ هذا اللقاء مختلف أديان العالم حول موضوع “تخيل السلام”. ثلاثة أيام للإصغاء والحوار وبناء الروابط الأخوية من أجل “تخيل السلام” بين جميع الشعوب. تبادل “لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الوحدة والسلام”.
أُقيم حفل الافتتاح في قصر المؤتمرات في العاصمة الفرنسية، بحضور شخصيات من العالم الكاثوليكي، أبرزهم رئيس أساقفة باريس المونسنيور لوران أولريش، والكاردينال رئيس أساقفة كينشاسا فريدولين أمبونغو بيسونغو، وبطريرك الكلدان العراقي لويس رافاييل ساكو، بالإضافة إلى أندريا ريكاردي، مؤسس إيطالي لجماعة سانت إيجيديو. وكان من بين الحاضرين أيضًا قادة من اليهود والإسلام والبوذية والهندوسية والديانات التقليدية الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون قد شارك في هذه الأمسية الافتتاحية وتحدث مع جماعة سانت إيجيديو. وقد شارك الكاردينال أولريش فرحته وشكر الجالية على استجابتها لدعوة كنيسة فرنسا لتنظيم هذا الإصدار الثامن والثلاثين في باريس. وقال في كلمته الترحيبية يوم الأحد: “يسعدني بشكل خاص أن أحيي هنا، من خلالكم، القادة الدينيين والسياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والثقافيين، مثل العديد من صانعي الحوار في جميع مجالاتكم: إذا كان الأمر يتعلق بالعدالة والحقيقة، فإنّ هذا التبادل لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الوحدة. في يومي 23 و24 أيلول، عُقدت طاولات مستديرة ومنتديات ومناقشات في مواقع مختلفة للتفكير في موضوع السلام.
جماعة سانت إيجيديو هي حركة عالمية تهدف إلى تعزيز الفكر وإظهار الحلول والمبادرات في مجالات التضامن، بناء السلام والاستجابة للأزمات المعاصرة. انعقد أول اجتماع دولي لها في أسيزي في تشرين الأوّل 1986، وأصبحت الحركة مع مرور الوقت شبكة من الجماعات الناشطة في أكثر من 70 دولة. ويجمع هذا الاجتماع السنوي، في مختلف البلدان الأوروبية، كبار ممثلي جميع ديانات العالم وشخصيات عديدة في مجالات الثقافة والمجتمع المدني والسياسة. إنّ روح أسيزي هي نعمة للعالم، لهذا العالم الذي لا يزال يمزقه الكثير من الحروب، والكثير من العنف.
وكتب البابا فرنسيس في رسالة نشرت الأربعاء بمناسبة الحفل الختامي للاجتماع: “يجب أن تنطلق هذه الروح بقوة أكبر في أشرعة الحوار والصداقة بين الشعوب”. وأضاف: “علينا أن نصلي من أجل السلام”. “أيها الرجال والنساء من مختلف الثقافات والأديان، إنكم تختبرون قوة وجمال الأخوّة العالمية. هذه هي الرؤية التي يحتاجها العالم اليوم. إنني أحثكم على الاستمرار: كونوا صانعي السلام”.