فتحت الكنائس في جميع أنحاء لبنان أبوابها للأشخاص الذين يسعون للفرار من التأثير المدمر للهجمات المستمرة. وعلى الرغم من أنّ الغارات الجوية تستهدف حزب الله، إلا أنّها “تؤثر على الجميع”، وفقًا لمارييل بطرس، منسقة مشروع عون الكنيسة المتألّمة (ACN) في لبنان. وقالت: “يعيش الناس الآن في قاعات الكنائس، لذا سيحتاجون إلى الطعام والمنتجات الصحية والبطانيات – وإذا استمر هذا فسنحتاج إلى التدفئة لفصل الشتاء، على الرغم من أننا نأمل ألا يستمر الأمر لوقت طويل”.
وأضافت أنّ عون الكنيسة المتألّمة تعمل مع شركاء الكنيسة المحلية لإيجاد طرق لمساعدة آلاف النازحين منذ بدء القصف يوم الاثنين 23 أيلول. وقالت السيدة بطرس: “إنّ جنوب لبنان بأكمله مستهدف” – وهي منطقة تضمّ عددًا كبيرًا من السكان المسيحيين – وهذا ما دفع بالعديد من السكان إلى البحث عن ملجأ في الكنائس”. وأضافت: “لا يقتصر الأمر على مناطق حزب الله فقط، إذ تعيش هناك العديد من العائلات المسيحية. وقد فقد البعض منازلهم وينتقلون الآن من الجنوب إلى أجزاء أخرى من بيروت وجبل لبنان والشمال بحثاً عن مأوى.
وقالت بطرس إنّ الهجمات جرت أيضًا في مناطق في بيروت… وأضافت: “بيروت ليست مدينة كبيرة، فإذا تم استهداف جزء من بيروت، ستشعر به بيروت كلها، والناس طوال اليوم يسمعون ضجيج الطائرات العسكرية أو الطائرات المسيرة”. وشدّدت على أنّ الصراع قد يؤدي إلى موجة جديدة من هجرة المسيحيين من لبنان – وهو نزوح مستمر منذ عقود – وهو من شأنه أن يقلّل بشكل أكبر من النفوذ المسيحي في المنطقة.
وبحسب فراس أبيض، وزير الصحة اللبناني، فقد قُتل ما لا يقل عن 558 شخصًا في الغارات الجوية يوم الاثنين، من بينهم 50 طفلاً. واختتمت السيدة بطرس كلامها بالطلب من أصدقاء عون الكنيسة المتألّمة أن يصلّوا من أجل أن يحلّ السلام “أخيرًا في لبنان والمنطقة بأكملها، ومن أجل نهاية عادلة للصراع الحالي”.