“لماذا نجد البعضَ يمزّقون وطنَهم كما يُمزّقُ الذّئبُ فريسته؟! الجواب: “لأنّهم مثلما قال المعلّم الإلهيّ، لا يدرون، ولا يفهمون معنى الوطن، ولا يعرفون واجباتهم نحوه.”
“أبونا يعقوب“
أرضنا تئنّ ألمًا… رايتُنا الوطنيّة تنزف دم الأنانيّة، والجهل…
فيا أبتاه اغفر لهم …لأنّهم لا يدرون، ولا يعرفون معنى الوطن…
ربّي… تغيبُ أحلام الأطفال بين الرّكام…
ودمع الأمّهات يُحرِق بردَ الرّماد…
صليبك، يا سيّد التّاريخ ، وطن الحبّ، والخلاص.
يعتبر أبونا يعقوب أنّ الصّليب هو الرّاية الأسمى الّتي يجب أن ترفع، هو الرّاية التّي يجب أن يحملها كلّ مواطن، ليبني كيانه الإنسانيّ على أساس المسيح… عندها يستطيع أن يبني العائلة الصّالحة، والمجتمع المبارك، ووطن السّلام، عندها يحيا فرح القيامة.
يدعو أبونا يعقوب إلى المساهمة في بناء الوطن… يطلب من الرّؤساء أن يحكموا بضمير حيّ، وأن يَدَعوا روح الله يعمل فيهم، وأن يكونوا أمناء لله في حكمهم، لأنّ الحكّام الّذين لا يعيشون الأمانة نحو الله، لا يمكنهم أن يكونوا أمناء نحو منتخبيهم.
يحثّ الكبّوشيّ المواطنين على أن يحبّوا وطنهم، وأن لا يمزّقوا قلبه بأنانيّتهم، ومصالحهم الخاصّة. عليهم أن يفضّلوه على سائر الأوطان، كما يفضّل الطّفلُ أمّه على سائر الأمّهات. محبّة الوطن تظهر بالمساعدة في الشّدائد الّتي تحلّ بأهل الوطن، وخصوصًا بالاتّحاد في الصّلاة معًا .
على الشّعب أن يحترم السّلطة لأنّ أصلها من الله، وأن يصلّي من أجلها…
اعتبرَ أبونا يعقوب أنّ من كان مسيحيًّا كاملًا، هو في الحقيقة أكبر سندٍ للوطن…
الله واحد، وهو أبو الجميع، وقديرٌ أن يخلّص لبنان، من كلّ خطر…
دعا الشّعوب إلى جعل بيرق الخلاص الصّليب، إلى الهتاف “ليحيَ الصّليب”… إلى عيش المسيحيّة الحقيقيّة التّي تبني الوطنيّة الفاعلة.
الخلاص بين يدي الرّبّ… نمسك بيد الآب السّماويّ كي نبلغ الغاية…
ربّي يسوع… أهل وطني صمدوا أمام أزمات كثيرة لأنّهم حملوا سلاح الرّجاء، والإيمان.
يا ملك أرضنا، يا يسوع، بك نحن أقوياء…
لبنان تحتَ مدى يديك…
نرجوك يا ربّ… ظلّله بسترِ حمايتك…
فنحن نريدُ البشارة… نحن نريد أن نحيا وطنيّة الفرح، والسّلام.
فيكتوريا كيروز عطيّه