إنّ المونسنيور منير خير الله المطران الماروني من أبرشيّة البترون في شمال لبنان، هو أحد ممثّلي الكنيسة الكاثوليكيّة الشرقيّة خلال الجلسة الثانية الخاصّة بسينودس الأساقفة. وقد قال بتاريخ 5 تشرين الأوّل خلال مؤتمر صحفي عقده في الفاتيكان: “أتيتُ إلى هنا لأتكلّم عن الصّفح والمصالحة، فيما بلدي وشعبي يُعانيان من عواقب الحروب والصّراعات والعنف والانتقام والحقد”، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع زينيت.
غفران صعب لكن غير مستحيل
اختبر المونسنيور خير الله بنفسه طريق الغفران. فبَعد قتل والدَيه فيما لم يكن عمره إلّا 5 أعوام، ذهبت إحدى أقاربه، وهي راهبة، لإحضاره مع إخوته وأخواته واصطحبتهم إلى دَيرها. هناك في الكنيسة، دعتهم للجثوّ والصلاة طلباً للرّحمة. “والداكم شهيدان أمام الله، وسنُصلّي لقاتليهما فيما نبحث عن مسامحتهم طوال حياتنا. بهذه الطريقة، ستصبحون أولاد أبيكم الذي في السماء”.
وشرح المونسنيور أنّ “الغفران صعب، لكنّه ليس مستحيلاً. كلّ مَن يشنّون علينا الحرب ومَن نعتبرهم أعداء ليسوا أعداء، لأنّ مَن يُغذّون الحرب لا هويّة لهم، ولا دين. لكنّ الشّعوب الأخرى تريد السّلام والعَيش بسلام الرب يسوع. نحن قادرون على بناء السّلام. كفى انتقاماً وحقداً وحروباً. كفى! إنّ لبنان رسالة سلام ويجب أن يبقى كذلك. إنّه البلد الوحيد في الشّرق الأوسط حيث يمكن للمسيحيّين والمُسلمين واليهود العَيش معاً ضمن احترام اختلافاتهم في أمّة نموذجيّة”.
وفي النّهاية، حيّى خير الله مبادرة البابا الذي أطلق السينودس بعنوان الغفران، طالِباً عَيش المصالحة والارتداد الشخصيّ والجماعي للسَّير معاً نحو بناء ملكوت الله.