في الثالث من تشرين الأوّل، قضى حريق مدمّر على كنيسة Notre Dame des Sept Allegresses التي يبلغ عمرها 110 أعوام في كيبيك، ضمن أحد أحدث الحوادث المقلقة لحرائق الكنائس التي اجتاحت كندا، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
وفي حين لم يتمّ الإبلاغ عن وقوع إصابات، أدّى الحريق إلى انهيار سقف الكنيسة وتحوّل أحد أبراج الجرس إلى أنقاض. أمّا سبب الحريق فيبقى غير محدّد بعد، مع أنّه تذكير صارخ بسلسلة الهجمات على الكنائس التي وقعت في البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية. ويمكن إرجاع أصول هذه الموجة من تدمير الكنائس إلى عام 2021، عندما حدّد الرادار المخترِق للأرض مواقع دفن محتملة لأطفال السكان الأصليّين في مدرسة كاملوبس الهندية السابقة في كولومبيا البريطانية. وقد أثار هذا الاكتشاف حساباً وطنيّاً حول إرث المدارس الداخليّة، والتي كانت تديرها مؤسّسات مسيحيّة، بما في ذلك الكنيسة الكاثوليكيّة.
على ضوء هذه الاكتشافات، شهدت كندا موجة غير مسبوقة من الهجمات على الكنائس، فيما وردت تقارير عن تخريب أو إحراق أو تدنيس ما بين 33 و80 كنيسة في مختلف أنحاء البلاد. وفي حين أثارت الاكتشافات في كاملوبس الغضب والدعوات إلى المساءلة، بدا أنّ هذه الهجمات كانت أعمالاً انتقاميّة. وأكّدت التحقيقات في وقت لاحق أنّ العديد من هذه الحرائق كانت متعمّدة.
في سياق متّصل، وعلى الرغم من حجم هذه الحوادث، كانت ردود الفعل الإعلاميّة والسياسيّة متفاوتة. فقد سارع العديد من الشخصيات المحافِظة إلى إدانة العنف ضدّ أماكن العبادة المسيحيّة، لكن ردود الفعل من الأصوات التقدّمية كانت هادئة بشكل ملحوظ، كما واعتبر مايكل تاوب الكاتب الكندي والمُعدّ السّابق لخطابات رئيس الوزراء ستيفن هاربر أنّ الصّمت يكشف عن تيّار خفيّ من العداء تجاه المسيحيّة بين بعض فصائل اليسار السياسيّ… في ظلّ الافتقار إلى الاهتمام من وسائل الإعلام الكنديّة، دائماً بحسب ما أورده القسم الإنكليزي من زينيت.
وبينما يتصارع الكنديّون مع هذه القضايا، تصبح الحاجة إلى التأمّل والحوار الصادق أكثر إلحاحاً من أيّ وقت مضى. وفي حين لا يمكن إنكار الندوب العميقة التي خلّفها نظام المدارس الداخلية، فإنّ الطريق إلى المصالحة لا ينبغي أن ينطوي على تدمير الأماكن المقدسة. إنّ أعمال العنف هذه لا تضرّ بالجماعات الدينيّة التي لا تزال تعتمد على هذه الكنائس فحسب، بل إنها تعمّق الانقسامات المجتمعيّة أيضاً.