تحدث الأب نجيب بعقليني رئيس جمعيّة عدل ورحمة بمناسبة مشاركته في احتفال إعلان تقديس الاخوة المسابكيين في حاضرة الفاتيكان- روما قائلًا : ” مهيبًا كان القداس الإلهي الذي ترأسه قداسة البابا فرنسيس صباح الأحد ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٤، في ساحة القديس بطرس، أعلن خلاله قداسة الطوباويين إيمانويل رويز لوبيز ورفاقه السبعة، وفرنسيس وعبد المعطي وروفائيل مسابكي، جوزيبي ألمانو وماري ليوني بارادي وإيلينا غويرا، هؤلاء رهبان وكهنة وعلمانيّون، لا سيّما علمانيّون من سوريا من منطقة الشرق الأدنى التي تتعرض للحرب، والإبادة، والقتل. العلمانيون الثلاثة فرنسيس وعبد المعطي وروفائيل مسابكي استشهدوا من أجل إيمانهم، من أجل أن يبقى للمسيحيين وجود في المنطقة، من أجل إن يبقى النور ساطعًا في مواجهة الجهل والظلام والقتل وسفك الدماء”.
وتابع: “نعم هؤلاء القديسون احتفلت بهم ساحة القديس بطرس في الفاتيكان- روما روما الخالدة، روما حاملة الثقافة والقداسة. هذه المناسبة المجيدة التي غصّت باللبنانيين والسوريين والذين أتوا من بلاد الانتشار، جعلت الكنيسة المارونية والكنيسة اللبنانية في أوج مجدهما، رغم الإبادة والحرب والقتل والتهميش والاستشهاد في سبيل الحفاظ على وجود الكنيسة، من خلال القديسين المسابكيين الإخوة الذين حافظوا على إيمانهم ووجودهم وعلى كل ما نحن بحاجة إليه اليوم”. ورأى الاب بعقليني بان: ” بالفعل كان احتفالًا مقدّسًا ساده صمت خشوع وتأمّل. لم ننسَ الذين يتألمون في الشرق الأدنى فأشركناهم معنا اليوم في الصلاة ليشفع الله فينا ويمنحنا الأمان والسلام. من بين الطوباويين الأربعة عشر الذين أُعلنت قداستهم اليوم، هنالك ثلاثة من العلمانيين، وهذا حدث مهمّ للكنيسة والمؤمنين لأنه يدلّ على أن القداسة عمل صغير ولكنها بنظر الله عمل كبير. اليوم، نحن بفرح عظيم، فالكنيسة، كنيسة لبنان والكنيسة المارونية التي تقدّم الشهداء، والتضحيات، ترسل إشارات أمل ورجاء، رغم المآسي في بلادنا، من خلال العلمانيّين الملتزمين بتعاليم الكنيسة والذين يحافظون على الإيمان ويبشرون بيسوع المسيح رمز الرجاء والأمل”.
أخيرًا شدد الأب بعقليني قائلًا: ” كان هذا الاحتفال باهرًا وخشوعيًّا ومقدسًا ويُقدّس أيضَا، لأن الإنسان يستطيع أن يكون قديسًا سواء كان راهبًا أو راهبة وبالأخصّ علمانيًّا ملتزمًا بإيمانه ومحافظًا على الرجاء في حياته. اليوم تمجد فيه قديسون، وهنالك آخرون على درب القداسة، علينا أن نصلي من أجلهم ليبقوا نورًا وعلامة في هذا الشرق الذي يحتاج إلى إيمان وإلى تضامن الشعوب الأخرى التي تتفرج على موتنا وعلى عذابنا. لنا الرَبّ يسوع والروح القدس الذي يساعدنا للحفاظ على إيماننا النابع من يسوع المسيح الذي سكن أرضنا ومنطقتنا، ومنها، تحديدًا من الشام، انطلق مار بولس، هؤلاء العلمانيون الثلاثة استشهدوا كي يبقى يسوع المسيح في منطقتنا. اليوم، نصلي من أجل جميع الناس الذين طلبوا منا أن نذكرهم في هذا الاحتفال المهيب الذي شارك فيه كرادلة وأساقفة وكهنة وشمامسة ورهبان وعلمانيون وأقرباء القديسين الثلاثة، امتلأت بهم ساحات القديس بطرس في الفاتيكان ورفعت خلاله صور القديسين الجدد على مذابح الكنيسة الكاثوليكية، ومن خلالهم سنتمجد لأننا عرفنا كيف نكرّم الإنسان المضطهد والمعذب حتى يشفع معنا ومعهم. نصلي من أجل خلاص بلادنا وبلاد الشرق الأدني، ونطلب من الرب يسوع أن يرافق هذه الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والديمقراطية ومن أجل الهوية والانتماء ومن أجل بقاء الإنسان معزّزًا ومكرّمًا في بلاده. يسوع معنا فلا نخاف، علينا تشغيل عقلنا وعاطفتنا وقلبنا لنواجه الشرّ المتربّص فينا ويحاول القضاء على حياتنا. نحن خُلقنا للحياة وليس للموت، ولكن إذا اضطررنا نسفك دماءنا من أجل يسوع، طبعًا كثر مستعدون لذلك، لكن يسوع لا يحبّ الدم، يحبّ أن نعيش الحياة ونصلي ونعمل من أجل خلاص الإنسان الذي من أجله تجسّد المسيح. اليوم، من ساحة القديس بطرس نحيي جميع الناس، جميع المؤمنين، جميع شعوب الشرق الأدنى ليَعوا أهميّة الحُب ويعملوا للتسامح ويقوموا بأفعال إماتة، لنبني السلام مع إخوتنا غير المسيحيين الموجودين في المنطقة، لأن يسوع جاء من أجل السلام. رجاؤنا اليوم أن يتجدّد الإيمان، يومًا بعد يوم، فيدرك الإنسان ماذا يريد، خصوصًا عندما يشغّل قلبه وعقله وضميره، ويتّكل على القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة التي تساعدنا لعيش حياتنا اليومية بأمان وسلام”.