أحيى السنغال، في الأوّل من شهر كانون الأوّل 2024 الذكرى الثمانين لمذبحة الرماة السنغاليين حين سقط حوالى مائة جنديّ أفريقيّ غير مسلّح في الأوّل من كانون الأوّل 1944 على يد القوات الاستعمارية الفرنسية. حصلت هذه المأساة عند نهاية الحرب العالمية الثانية في المخيّم العسكريّ في ثياروي، على بُعد حوالى 15 كيلومترًا من داكار. في تشرين الثاني 1944، أُعيد 1600 جنديّ أفريقي إلى داكار بعد أن خدموا في الجيش الفرنسيّ.
وكانوا بعد أن عادوا من القتال في الجيش الفرنسيّ أن ثار الجنود مطالبين بدفع متأخّرات رواتبهم وتعويضات الحرب المختلفة. إلاّ أنّ هذه الدفعة لم تصل، ورفض البعض العودة إلى ديارهم من دون أن يتمّ دفعها فطبع هذا الحدث تاريخ السنغال والقارّة الأفريقيّة. وفي 28 تشرين الثاني، وجّه رئيس الجمهوريّة إيمانويل ماكرون رسالة إلى الرئيس السنغاليّ باسيرو ديوماي فاي، رأى فيها أنه على “فرنسا أن تعترف “بالمذبحة” التي جرت في هذا المعسكر”.
تخطّي هذه المأساة “للنموّ في الإنسانية”
في مقابلة قام بها رئيس أساقفة داكار المونسنيور بنجامين ندياي في الآونة الأخيرة إلى وسائل الإعلام الفاتيكانية أكّد أنه من المهمّ أن نحيي ذكرى هذه المذبحة، “”ليس بهدف تصفية الحسابات، بل لكي نفهم من أين نأتي، وما هي المآسي التي عشناها وكيف يمكن تخطّي هذه المآسي”.
بالنسبة إليه، إنّ التعويض هو رمزيّ لأنه لا يمكننا أن نصلح حياة سلبناها. ثمّ تمنّى رئيس الأساقفة أن يساعد هذا الاعتراف على العيش بأصالة في الإنسانية والكرامة على مثال المسيح الذي قال: “الحقّ يحرّركم”.
وأضاف المونسنيور بنجامين نداي أنّ “درس التاريخ هذا” يجب ألاّ يكون مناسبة لكي نعطي الدروس للآخرين، بل بالأحرى النظر في التحديات التي يجب على السنغال أن تتصدّى لها اليوم: “إنها ليست مجرّد قصّة بين المستعمِر والمستعمَر بل إنها قصة داخليّة بين السنغاليين الذين يجب أن يُنظَر إليهم وجهًا لوجه حتى يتمّ احترامهم كما يجب”.