Photo: Lourdes Sanctuary

الاعتراف بأعجوبة جديدة في لورد

الأعجوبة 71: جون تراينور

Share this Entry

غالباً ما يعمل عالم الإيمان بتوقيت مختلف عن توقيتنا، وقصّة جون تراينور (الجندي البريطاني الذي شُفي بأعجوبة في لورد) هي شهادة حيّة على ذلك.

في التفاصيل، وفيما حصلت الأعجوبة سنة 1923، اعترفت الكنيسة الكاثوليكيّة رسميّاً بها على أنّها تحمل الرقم 71، بعد مئة سنة وسنة على حصولها، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي في زينيت.

كان طريق جون تراينور محفوفاً بالألم والصمود والإيمان الذي لم يتزحزح. إذ وُلد في ليفربول من أمّ إرلنديّة، التحق بقوّات البحريّة مع انطلاق الحرب العالميّة الأولى، وأصيب مراراً جرّاء الصّراع العنيف.

بحلول سنة 1923، أصبح تراينور مصاباً بالشّلل والصّرع والعمى الجزئي، مع جسمٍ قضت عليه عمليّات جراحيّة فاشلة. وعلى الرّغم من صحّته المتدهورة وشكّ الأطبّاء ورجال الكهنوت، انضمّ إلى حجّ إلى لورد مُرافِقاً بعثة من أبرشيّة ليفربول، وقد تحدّى بعزمه كلّ مَن حوله، اعتقاداً منه أنّه إن كان سيموت، فمزار لورد هو المكان الأفضل لذلك.

في 25 تموز 1923، اختبر تراينور ما اعتُبِر لاحقاً معجزة. فبَعد الغطس في المياه المقدّسة والمشاركة في تطواف القربان، وجد نفسه قد شُفي، والتحوّل كان سريعاً لا يمكن إنكاره، فيما الأطبّاء في الحجّ أكّدوا شفاءه فوراً.

بعد عودته إلى ليفربول، اتّخذت حياة تراينور منحى جديداً، إذ كرّس نفسه لخدمة الآخرين وحملهم على النقّالة خلال الحجّ السنوي، لغاية اندلاع الحرب العالميّة الثانية. وقد أصبحت صحّته وإيمانه مصدراً للوحي بالنسبة إلى مَن عرفوه.

في هذا السّياق، تمّ تسليم ملفّ شفاء تراينور إلى “مكتب الاستنتاجات الطبية” سنة 1926، إلّا أنّه لزمه أكثر من قرن لتقرّ الكنيسة رسميّاً أنّ ما حصل هو معجزة، مع إعلان رئيس أساقفة ليفربول ذلك سنة 2024.

ما يجعل هذه القصّة مُلفتة ليس الشفاء بحدّ ذاته، بل الحياة التي عاشها تراينور بعد شفائه. فعلى الرّغم مِن المصاعب التي واجهها، بقي مؤمناً ومتكرّساً للعذراء وللقربان الأقدس.

إنّ قصّة جون أكثر مِن تدخّل إلهي. إنّها قصّة مثابرة إنسانيّة رافقتها النّعمة. واليوم، هذه الأعجوبة هي بمثابة تذكير بالرّجاء وإمكانية التغيير، حتّى عندما يبدو كلّ شيء قاتماً.

أمّا في لورد حيث بحث الملايين عن الشفاء والعزاء، فإنّ الاعتراف بهذه الأعجوبة يُضفي فصلاً آخر على إرث المزار، مُؤكِّداً أنّ الإيمان يمشي بسرعته الخاصّة، لكن دائماً بهدف مُحدَّد.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير