ترأّس قداسة البابا، في كاتدرائية القديس بطرس، هذا الخميس 12 كانون الأول الساعة 6 مساءً، القداس الإلهي مشيدًا بذكرى سيدة غوادالوبي. وعاد في عظته إلى قلب رسالة العذراء للهندي القديس خوان دييغو، وهي رسالة قرب ومحبة بسيطة.
يوم الخميس 12 كانون الأوّل، بينما تحيي الكنيسة ذكرى سيدة غوادالوبي، احتفل البابا فرنسيس بقداس في كاتدرائية القديس بطرس، بحضور حوالي 4000 مؤمن، خاصة من القارة الأمريكية حيث ظهرت العذراء في العام 1531 إلى هندي فقير بالقرب من مدينة المكسيك، عاصمة إسبانيا الجديدة آنذاك.
خلال هذا الظهور في القرن السادس عشر، دعت العذراء خوان دييغو لقطف الورود المزهرة. أطاعها وجمعها في تيلما (ثوب يُلبس كمعطف في تقليد الأزتك)، ويظهرهم لأسقفه لإقناعه ببناء كنيسة في موقع الظهورات. سقطت زهور عطرة من ثوب الفلاح المتواضع إنما يكتشف الأسقف قبل كل شيء صورة والدة الإله المطبوعة في القماش وتُبنى الكنيسة بعد ثلاث سنوات، عند سفح تلة تيبيياك، وأصبحت الملجأ الحالي لسيدة غوادالوبي حيث لا يزال التلما السليم الذي كان يرتديه القديس خوان دييغو معروضًا حتى اليوم.
ألقى البابا فرنسيس، محاطًا بـ 28 كاردينالًا وأسقفًا بالإضافة إلى 350 كاهنًا، عظة مرتجلة باللغة الإسبانية حول أساس هذا اللقاء بين العذراء وخوان دييغو حين قالت مريم بحنان: “لا تخافوا، ألا تعلمون أنني هنا؟” فيما يتعلق بسر غوادالوبي هذا، الذي “أرادت العديد من الأيديولوجيات الاستفادة منه إيديولوجيًا”، يتبادر إلى ذهني ثلاثة أشياء، أوضح البابا فرنسيس: “أشياء بسيطة، ولكنها تشكل الرسالة: التيلما والأم والوردة. “
معجزة الأمومة
إنّ أمومة مريم محفورة على هذه التلما، كما قال الحبر الأعظم: “تتجلى أمومة مريم في جمال الورود التي يجدها الهندي ويحملها، وأمومة مريم تنجز معجزة الإيمان إلى المتشككين إلى حد ما”. وكرّر أنّ التيلما والورد والهندي، “أشياء بسيطة جدًا” ولكنها أساسية، “كل ما يُقال عن سر غوادالوبي، أبعد من ذلك، هو كذبة؛ إنها ترغب في استخدامه للإيديولوجيات”.
العبادة والاستماع
وهكذا فإنّ سر غوادالوبي “يتكوّن من تكريمها والإصغاء بآذاننا: أوَ لست أنا هنا، ألست أمك؟ وأن نستمع إليها في لحظات الحياة الصعبة، والحياة السعيدة، ولحظات الحياة اليومية… في ختام عظته، دعا أسقف روما إلى ترداد هذه العبارة: “لا تخافوا، ألا ترون أنني هنا وأنني أمكم؟”