بعد ثمانية قرون، ستبدأ رفات القدّيسة لوسيا، إحدى أكثر القدّيسين المحبوبين في التقليد الكاثوليكي، رحلة من البندقية إلى سيراكيوز، مسقط رأسها في جنوب إيطاليا، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
في التفاصيل، إنّ هذا النّقل الذي أعلن عنه البابا فرنسيس في رسالة موجّهة إلى رئيس أساقفة سيراكيوز يطبع مرحلة روحيّة وثقافيّة، يتردّد صداها بعمق خلال سنة اليوبيل.
في هذا السّياق، أشار البابا فرنسيس إلى أنّ رحلة بقايا القدّيسة لوسيا لا ترمز فقط إلى فعل الإيمان بل أيضاً إلى دعوة للشّراكة والأمل.
ودائماً في رسالته، قال الأب الأقدس إنّ نقل القدّيسة (التي مدح شهادتها ومثالها في مساهمة المرأة في حياة المجتمع) إلى مسقط رأسها يُجسّد “سرّ الله الذي يخطو دائماً الخطوة الأولى”، مُذكّراً المؤمنين بأنهم مدعوّون ليكونوا “رجال ونساء الخطوة الأولى” في إيمانهم.
إنّ القدّيسة المعروفة بحمايتها للبصر وبكونها رمزاً للنّور في وسط الظلام، ستعود مؤقتاً إلى المكان الذي وُلدت فيه وحيث، وفقاً للتقاليد، قدّمت حياتها للمسيح.
بالنسبة إلى سيراكيوز، هذا الحدث هو أكثر من مجرّد احتفال: إنّه فرصة لتجديد الحماسة الروحيّة وتعزيز روابطها مع البندقية، المدينة التي احتفظت برفاتها لعدّة قرون. إنّ نقل رفات القدّيسة لوسيا لا يوحّد مدينتين فحسب، بل يصبح أيضاً علامة ملموسة على الوحدة والأخوّة بين كنائس البندقية وسيراكيوز. وبحسب ما أكّده الأب الأقدس أنّ “هناك نور حيث يوجد تبادل للهدايا، وحيث يكون الكنز ثراءً للآخرين”. تتحدّى هذه الشّراكة منطق المواجهة والتنافس، مذكّرة بأنّ الثروة الحقيقية لا توجد في التراكم بل في المشاركة. وتصبح القديسة لوسيا، التي يعني اسمها “النور”، منارة لعالم يحتاج بشكل عاجل إلى التضامن والمصالحة.