Le Centre, Appelé Maison De Transition, Fonctionne Depuis Sept Ans © PortaLuz

نيويورك: دار لاستقبال الكهنة ومرافقتهم في شفائهم من الإدمان

البيت الانتقالي في ماسبيث

Share this Entry

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الكهنة يقعون في فخّ الإدمان. من بينها، يشير الأب جوزيف كاليز إلى الوحدة والعزلة قائلاً: “نحن نعيش معزولين للغاية. لا يقتصر الأمر على وجود العديد من الكهنة وحدهم في دَيرهم. هناك الكثير من العزلة، والعزلة تبحث عن العزاء والراحة”.

 الأب جوزيف كاليز، كاهن رعيّة التجلّي- القدّيس ستانيسلاوس كوستكا، مدمن على الكحول يتعافى منذ 34 عاماً. سنة 1990، وفيما كان في عمق إدمانه، تدخّل أحد الكهنة وشجّعه على طلب المساعدة في مشكلة إدمانه على الكحول التي بدأت في السبعينيّات، كما ورد في مقال نشره القسم الفرنسي من زينيت.

“كانت سيامتي قد تمّت منذ حوالى 10 أعوام، وبدأت أشرب طوال اليوم إلى درجة أنّ الأمر أثّر على عملي، وأثّر كذلك على علاقاتي مع عائلتي ومع أبناء رعيّتي”.

عمِل الأب جوزيف بنصيحة الكاهن الآخر ودخل إلى “دار الضيافة” – وهو مركز علاج سكني في ميشيغان متخصّص في معالجة الإدمان لدى رجال الدين الكاثوليك – لمدّة 90 يوماً. ثمّ، في الذكرى السنويّة الأولى لإقلاعه عن الشّرب، زار الكاهن الذي ساعده وقال: “أشكرك على إنقاذ حياتي”. لكنّه بدأ أيضاً في الاحتفال بأيّام الآحاد الهادئة، وهي كناية عن قدّاس شفاء يُقيمه ويُقدّمه للقدّيس ستانيسلاوس كوستكا على نيّة أولئك الذين يمرّون بمراحل مختلفة من التعافي من الإدمانات المتعدِّدة.

مساعدة الآخرين على عيش حياة صحّية

مع مرور الوقت وبقائه صاحياً، قادته تجربته إلى البحث عن طرق لمساعدة الكهنة الآخرين. وبمعونة مِن الأبرشية، أنشأ مكاناً لاستقبال ودعم الكهنة الذين يعانون من الإدمان، أثناء انتقالهم من مركز العلاج في المستشفى إلى الخدمة الكهنوتيّة مجدّداً.

يعمل المركز، المُسمّى “البيت الانتقالي”  Transition Houseمنذ سبع سنوات ضمن مقرّ رعيّة التجلّي- القدّيس ستانيسلاوس كوستكا في ماسبيث. ومنذ ذلك الحين، وسّع “البيت الانتقالي” رسالته لتشمل رجال الدين الذين يعانون من مشكلات غير تعاطي المخدرات أو الشرب، كالذين ينتظرون الموافقة على التأشيرة، أو أولئك الذين يواجهون تحديات صحية، أو مَن يحتاجون إلى “فترة راحة من ضغوط العمل”. ويوضح الكاهن: “على مدى هذه السنوات السبع، تغيّر الهدف بشكل جذري… في البداية، انطلقنا كمكان مخصّص للكهنة المتأثّرين بأحد أشكال الإدمان. على مرّ السنين، توسّعت فئات الأفراد. وبطبيعة الحال، هناك المزيد والمزيد من الكهنة الذين يحتاجون إلى مكان للإقامة مؤقتاً”.

ويوضح كاليز أنّ الدار ليست مركزاً أو عيادة، بل “دار استقبال” تهدف إلى مساعدة الكهنة على العودة إلى حياة الكهنوت بعد الخضوع لبرامج العلاج من الإدمان. “إنه المكان الذي يمكن أن يعيش فيه الإنسان بعد أن مرّ بكل شيء. وهو مكان يمنحهم فرصة ليعتادوا مجدّداً على الأبرشيّة. نأمل أن يجدوا روح الترحيب والدعم هنا”.

إنّ مدّة الإقامة في “البيت الانتقالي” ليست محدودة بالوقت. بعض الكهنة يبقون هناك لبضعة أسابيع، والبعض الآخر لعدّة أشهر. وتعرف الأبرشيّة متى يدخل الكاهن ويخرج من برنامج العلاج، وتُعلِم بدورها الأب جوزيف كاليز ليتمكّن من الاستعداد لوصوله إلى “البيت”.

مِن ناحيتهم، يجد الكهنة في الأب جوزيف أذناً صاغية سارت مكانهم، هو الذي يعود تاريخ إدمانه إلى مراهقته وانحداره في النهاية إلى الإدمان على الكحول. “عندما أفكّر في تلك الحقبة، أتذكّر الكثير من الألم والحزن. ولكن هناك أيضاً الخير الذي نتج عن قدرتي على إحداث تأثير بسيط على حياة الآخرين… أقلعتُ عن إدماني منذ 34 سنة وأحرزتُ تقدّماً صحيّاً كبيراً… علّمني الشّفاء أن أكون جاهزاً لمفاجآت الله. يتعلّق الأمر بأن نكون متنبّهين لحاجات الآخرين ولرؤية المسيح في تلك اللحظات”.

فيما يحتفل “البيت الانتقالي” بأعوامه السبع، ما زال الأب كاليز يُتابع إظهار المثل. وتشهد قصّته على القُدرة والمثابرة والإيمان. بالنسبة إليه، لم ينتهِ العمل. “منحني الشّفاء فرصة للمس حياة الآخرين بطريقة لم أتخيّلها أبداً، وأنا ممتنّ لذلك”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير