لقد تحوّلت قاعات القصر الرسولي إلى مرصد مفتوح على واقع الأطفال في جميع أنحاء العالم”: هذا ما ابتهل به البابا فرنسيس في اختتامه القمّة حول حقوق الطفل، والتي عُقدت يوم الاثنين 3 شباط، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني.
في التفاصيل، وفي كلمة ختاميّة موجزة، أعلن الأب الأقدس عن نشر إرشاد رسولي تعليمي جديد يهدف إلى “إعطاء الاستمراريّة لهذا الالتزام (بشأن حقوق الأطفال) وتعزيزه في الكنيسة”. وستأخذ هذه الوثيقة إمّا شكل إرشاد رسولي جديد، وهو الثامن في حبريّته، أو رسالة مخصّصة للأطفال.
ستتمكّن هذه الوثيقة من الاستفادة من المناقشات التي جرت خلال يوم البارحة (3 شباط) في سبع جلسات حول مواضيع مختلفة، مثل الحقّ في الموارد، التعليم، أو السّلام. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أنّ المتحدّثين الثلاثين “طرحوا مقترحات لحماية حقوق الأطفال، معتبرين إيّاهم وجوهاً وليس أرقاماً”.
ويستمرّ التزام البابا فرنسيس والفاتيكان لصالح حقوق الأطفال، بالتزامن مع اليوم العالمي الثاني للطفل في أيلول 2026، بعد النسخة الأولى منه في روما، والتي جرت خلال أيار 2024.
امتياز مُخصّص لقلّة محظوظة
خلال هذا “المختبر” للأفكار، ذكّرت الملكة رانيا (ملكة الأردن) بأنّ واحداً من كلّ ستّة أطفال في العالم يعيش في حالة حرب، سواء في السودان أو ميانمار أو فلسطين. وأضافت أنّ “الحقّ الذي يتمّ إنكاره عمداً ليس حقّاً بل هو امتياز مخصّص لقلّة محظوظة”.
هناك حقّ آخر يجب حمايته وهو الحقّ في العيش في عالم مهدّد بتغيّر المناخ. في هذا السّياق، قال نائب الرئيس الأميركي السّابق والحائز على جائزة نوبل للسلام آل غور: “الأطفال أبرياء ومع ذلك فهم يتحمّلون العبء الأثقل من بيننا جميعاً، فيما يكبرون في عالم لا تنفكّ الفوضى المناخيّة تتفاقم فيه”. بالنسبة إلى النّاشط البيئي، فإنّ الإرادة السياسيّة هي “مورد متجدّد” يجب أن يكون قادراً على التغلّب على هذه الصعوبات.
من ناحيته، دعا توريرو ماكسيمو (كبير خبراء الاقتصاد في الفاو) إلى تعزيز الوصول إلى مستوى معيشي لائق (في إشارة إلى المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، لاسيّما الغذاء الصحّي، موضحاً أنّ الظروف المعيشيّة السيّئة يمكن أن تؤدّي إلى استغلال الأطفال، بما في ذلك العمالة، وانعدام التعليم، والأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
أمّا توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبيّة الدوليّة، فقد دعا إلى “التحرّك بشكل أسرع، ووضع الأهداف العُليا نصب أعيننا مع التكاتف” لبناء عالم أفضل لجميع أطفال العالم، فيما استند رئيس البنك المركزي الأوروبي السّابق ماريو دراغي في كلمته على عنوان اللقاء “دعونا نحميهم ونحبّهم”، مُعتبِراً – بعيداً عن السياسات – أنّ “حماية الأطفال تعني أوّلاً الاستعداد لتغيير مواقفنا، كآباء وأجداد”. وأضاف أنّ “حبّهم وحمايتهم يعني حب وحماية مستقبلنا”.
وأخيراً، أشاد وزير خارجية غامبيا مامادو تانغارا “بإمكانات اللقاء: فكلّما تحدّثنا أكثر، كلّما فهمنا بعضنا البعض، وكلّما ركّزنا على الأشياء التي توحّدنا أكثر”.