افتتح البابا رسميًا قمّة حول حقوق الأطفال يوم الاثنين 3 شباط في الفاتيكان وهي من تنظيم اللجنة البابوية لليوم العالمي للطفولة. وقد دعا أمام الشخصيات الدولية إلى عدم الاعتياد أبدًا على آفة الانتهاكات الممارسة بحقّ الأطفال إذ “الطفولة المهمَّشة هي صرخة صامتة تدين ظلم النظام الاقتصادي وجرائم الحروب ونقص الرعاية الطبية والتعليم”.
وكان قد استقبل البابا في 25 أيار 2024 حوالى 50 ألف طفل من العالم أجمع في الملعب الأولمبي في روما للاحتفال باليوم العالمي للأطفال للمرّة الأولى. وبعد مضي ثمانية أشهر، استدعى البابا إلى القصر الرسولي العديد من القادة والسياسيين والاقتصاديين وممثّلي المجتمع المدني والديني حتى يضع حقوق الأطفال وأحلامهم في صلب الاهتمامات العالميّة.
وقبل أن يلتقي بشخصيات مختلفة، استقبل وفدًا من الأطفال ومعهم رسالة شكر واقتراحات: “نكتب باسم كلّ أطفال الأرض، لنعبّر عن مدى شكرنا لكم إذ تهتمّون بنا وبمستقبلنا، أنتم تحبّونا كثيرًا وتحمونا”.
الطفولة باعتبارها هامش في “ثقافة الكفاءة”
ذكر البابا في كلمته الافتتاحية المخاطر التي تهدد الأطفال اليوم وذكر آفات الحرب والفقر والظلم والاستغلال التي تؤثّر في حياة الملايين من الأطفال. وحيث لا يوجد حرب أو فقر، بفضل الله، نجد ضواحي صعبة حيث غالبًا ما يقع الأطفال ضحيّة الضواحي الصعبة ومشاكل لا يمكننا التغاضي عنها”. بدءًا بالقلق والكآبة اللذين يصيبان الشباب أكثر من أي وقت مضى وترافقهما العدائية وتشويه الذات. وأسِف البابا على أنّ الطفولة تشبه الشيخوخة هي “هامش” في الوجود في ثقافة الكفاءة”.
يعاني الشباب من إيجاد الرجاء مع أنّهم “علامات الرجاء في المجتمع” وهذه حقيقة مقلقة يمكن تفسيرها بسبب الظروف التي يعيشها شباب اليوم: “عندما يكون المستقبل غير أكيد ولا يجدون العمل بعد الانتهاء من الدراسة، وتكون فرص العمل شبه معدومة، فمن الطبيعي أن يعيشوا الحاضر بحزن وملل”.
هذا وحثّ البابا المشاركين في القمّة على عدم الاعتياد على ما هو غير مقبول: الأطفال الذين يموتون تحت القنابل، “الذين تمّت التضحية فيهم من أجل أصنام السلطة والإيديولوجية والمصالح القوميّة”، من أجل الأطفال المحاصرين بسبب عنف العصابات الإجرامية والذين يموتون في البحر أو في الصحراء على مسارات الرحلات العديدة اليائسة بحثًا عن الأمل”.