سيقوم الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا بأوّل زيارة رسميّة لهما إلى الفاتيكان كملكَين في نيسان المقبل، للانضمام إلى البابا فرنسيس في احتفالات العام المقدّس 2025، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
وقد أكّد قصر باكنغهام الزيارة، التي ستشمل أيضاً محطّة في روما ورافينا، ممّا يؤكّد على العلاقات الوثيقة بين المملكة المتّحدة وإيطاليا.
بالنسبة إلى تشارلز، لن تكون هذه هي المرّة الأولى التي يزور فيها الفاتيكان – فقد زار الدّولة الصّغيرة خمس مرّات بصفته أمير ويلز، بما في ذلك لأجل جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2005 وإعلان قداسة الكاردينال جون هنري نيومان في عام 2019. ومع ذلك، فهذه الزّيارة هي أوّل زيارة رسميّة له كعاهل، ممّا يضيف فصلاً جديداً إلى التاريخ الطويل من التفاعلات الملكيّة البريطانيّة مع الكرسي الرسولي.
تأتي زيارة الملك في وقت تتغيّر فيه الهوية الدينيّة في المملكة المتّحدة بشكل كبير. فبعد أن كانت بريطانيا مسيحيّة بأغلبيّة ساحقة، أصبحت الآن دولة حيث يعتبر أقلّ من نصف السكّان أنفسهم كذلك، وأصبحت لندن بشكل خاصّ، بوتقة تنصهر فيها ديانات مختلفة.
أمّا تشارلز، الذي أعرب سابقاً عن رغبته في أن يُعرف باسم “المدافع عن الإيمان” بدلاً من “المدافع عن المسيحيّة”، فقد أكّد منذ فترة طويلة على التنوّع الديني والحوار بين الأديان. وعكَس تتويجه في أيار 2023 هذه الرؤية، حيث شارك فيه أسقف كاثوليكي لأوّل مرّة منذ أربعة قرون، بالإضافة إلى ممثّلين عن المجتمعات الهندوسية والإسلامية واليهودية والسيخية والبوذية.
تعزيز العلاقات الكاثوليكية الأنجليكانية
من المتوقّع أن يبني الاجتماع القادم مع البابا فرنسيس على هذه الجهود. فالتوتّرات التاريخيّة بين الكاثوليك والأنجليكان تعود إلى انفصال هنري الثامن عن روما عام 1534، إلّا أنّ العلاقات تحسّنت بشكل كبير في العصر الحديث. لعبت الملكة إليزابيث الثانية، التي امتدّ حكمها لسبع باباوات، دوراً مهمّاً في هذا التحوّل: التقت بالعديد من الباباوات، بمن فيهم البابا فرنسيس سنة 2014 والبابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته للمملكة المتّحدة عام 2010.
من ناحيته، رحّب الكاردينال فنسنت نيكولز بهذا الخبر، واصفاً الزّيارة الملكيّة بأنّها “فرصة رائعة للاحتفال بالعلاقة الوثيقة بين المملكة المتّحدة والكرسي الرسولي خلال عام اليوبيل”.
تقليد الزيارات الملكية للفاتيكان
لطالما كانت الزيارات الملكيّة للفاتيكان لحظات ذات أهمية تاريخيّة ورمزيّة. زارت الملكة إليزابيث الثانية الكرسي الرسولي في سنة 2000 خلال اليوبيل الكبير، والآن، بعد 25 عاماً، سيفعل ابنها بالمثل، بعد أن حافظ على علاقة قويّة بإيطاليا، حيث زار البلاد 17 مرة منذ عام 1984، بينما رافقته الملكة كاميلا في مناسبتَين سابقتَين.