Carême 2021, Le Coffret De Retraite Des OPM © OPM

الصوم دعوة للتجدّد الروحي الشخصي و الجماعي

الصوم الكبير رحلة فردية وجماعية

Share this Entry
الصوم الكبير رحلة فردية وجماعية ، وهو عبور وتغيير داخليّ نحو الفصح ، نعيشه بالصوم والصلاة والصدقة .
وهي أركانٌ ثلاثة للحياة المسيحية مترابطة ومتكاملة ، دعا إليها الربّ يسوع، وحدّد شروطها بواحد : أن تكون فعل عبادة وحبّ لله ، والإهتمام بالقريب ، بعيداً عن نظر الناس والتظاهر ، كما قال لنا يسوع : ” إياكم أن تعملوا برّكم بمرأى من الناس لكي ينظروا إليكم ، فلا يكون لكم أجرٌُ عند أبيكم الذي في السموات … وأبوك الذي يرَى في الخفية يُجازيك ” ( متى ٦ : ١ – ١٨ ) .
الصلاة والصوم والصدقة :
يحترم السيد المسيح إرادة كل واحد منا . وعندما نقّرر أن نسلك طريق البرّ والصلاح لا بدّ من الالتزام بوعدنا وإتخاذ الوسائل التي توصلنا إلى اهدافنا .
حياة البرّ هي حياة القداسة والكمال التي ينتظرها منا يسوع . لذلك لا بدّ من تحويل قلوبنا نحوه ، للعمل بمشيئته بمحبة ابنائه .
أعمال البر و الكمال الموجودة في الديانات على اختلافها والتي تمهّد لعلاقاتنا مع مجتمعنا ومحيطنا هي :
الصدقة التي تنظّم علاقاتنا مع قريبنا ، والصلاة التي تسّهل علاقتنا مع الله ، والصوم الذي يجعلنا نسيطر على ميولنا المنحرفة وجسدنا لكي لا ننجرف بتيار شهواته .
الصدقة هي ما تصنعه ليسوع في إخوته الصغار ، ولا يصلح ايُّ عذر لحجب الصدقة عن معوز محتاج ، بل هو هروب من واجباتنا ومحبتنا المسيحية نحو الآخرين وخاصةً نحو المرضى والمحتاجين والبائسين .
وطلبنا الذي نرفعه إلى الآب السماوي اثناء الصلاة ، والذي لا يستجاب له في حينه ، لا يستطيع أن يكون سبباً لاتقطاع علاقتنا معه تعالى الذي يعمل دائماً لخلاصنا وخيرنا الأبدي .
والحجج التي تبعدنا عن الصيام ، ليست إلاّ خوفاً من خسارة راحتنا وانانيتنا .
والسعادة الحقيقية لها ثمنها . والصلاة هي ضرورية لها ، شرط أن تمارس بمفهومها الصحيح .
فالصلاة ليست بالكمية  ” … لأن أباكم  السماوي يعلم ما تحتاجون ٱليه قبل أن تسألوه ” ( ٦ : ٨ ) ، بل بنوعيتها .
والرب ليس بغريب عنا ، هو ابونا الذي بادر وأحبنا ، وغفر لنا خطايانا ، ويريد مساعدتنا لخيرنا الأرضي والروحي ، أي على الأرض وفي السماء حيث الحياة الابدية والنعيم السماوي .
والصلاة ليست انانية ، بل تتوجه للآب السماوي ببساطة الأطفال وبراءتهم ” إن لم ترجعوا  فتصيروا مثل الأطفال ، لا تدخلوا ملكوت السموات ” ( متى ١٨ : ٣ )  ، وبثقة اننا سننال ما نبتغيه لخيرنا ولتمجيد وتسبيح ربنا .
يا رب ، بجاه الآمك المحيية ، إقبل صيامنا و صلواتنا واعمالنا ، اغفر خطايانا ، اشفي أمراضنا ، قدس حياتنا وأعطنا السلام وامنحنا ان نكون لك ابناء صالحين لنرث ملكوتك الذي أعدّدته لنا بقيامتك  المجيدة .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير