في ختام جمعيتهم العامة، عبّر أساقفة باراغواي في رسالتهم الختامية عن إدانتهم الشديدة لفضائح الفساد التي تنخر مؤسسات الدولة، ولنفوذ تجّار المخدرات المتزايد. وشددوا على أهمية الدفاع عن العدالة كركيزة أساسية لصون كرامة الجميع واحترام الدستور الوطني.
رسالة قوية ضد الفساد والنفوذ غير المشروع
وجه الأساقفة رسالة حازمة إلى المؤمنين مع اختتام جمعيتهم العامة الـ244، حيث تناولوا في بيانهم، الذي صدر مع بداية الصوم الكبير، أبرز التحديات التي تواجه باراغواي، من الفساد المستشري، إلى تجارة المخدرات، والعدالة الاجتماعية، وحماية البيئة.
وفي هذا البيان، سلطوا الضوء على خطورة “استغلال النفوذ” و”قوة تجار المخدرات”، مؤكدين أن “الفساد يسعى إلى تشويه النظام الديمقراطي وإضعافه لصالح مكاسب غير مشروعة، تحققها جهات أنانية وجماعات ذات نفوذ، قادرة على توجيه العدالة وفقاً لمصالحها الخاصة”.
العدالة للجميع
أكد الأساقفة على “الواجب المقدس” المتمثل في الدفاع عن العدالة لضمان كرامة جميع المواطنين، وتعزيز التعايش السلمي والأخوي، عبر ترسيخ مبادئ “الإنصاف، والاستقامة، والنزاهة، والاعتدال” في العلاقات الاجتماعية، وضمان وصول الجميع إلى الموارد الأساسية وفرص التنمية.
بذور الأمل
رغم قتامة المشهد، حرص الأساقفة على تقديم رسالة أمل تتماشى مع روح اليوبيل لهذا العام. ودعوا إلى احترام الدستور، وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف—سواء كانوا مواطنين، أو سلطات، أو مسؤولين في خدمة الصالح العام—لحماية الديمقراطية من خلال الالتزام بالحق والعدالة والمحبة. كما شددوا على ضرورة التزام الجهات القضائية بالحياد والكفاءة في أداء مهامها.
متحدين مع دعوة البابا فرنسيس، أشار الأساقفة إلى أهمية الاهتداء بثلاثة أبعاد: أولاً، الاهتداء نحو “حياة أكثر عدلاً ومحبة وصدقاً”، ثانياً، الاهتداء نحو “الأخوة والعناية بكل ما يحيط بنا”، وثالثاً، الاهتداء نحو “الأمل وتعزيز الثقة بالمسيح”.
واختتم الأساقفة رسالتهم بالدعوة إلى زرع بذور الأمل، من خلال الاهتمام بالبيئة، ومعالجة مشكلة توفير مياه الشرب في تشاكو، وتحقيق تغيير جوهري في مفهوم السلطة لتكون في خدمة الشعب، بالإضافة إلى توفير تعليم عالي الجودة للجميع، وتعزيز الرعاية الصحية العامة، وإصلاح نظام السجون بفعالية.