في كلمته بمناسبة اليوم العالميّ لإحياء ذكرى ضحايا العبودية وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، الذي تحتفل به الأمم المتحدة سنويا في 25 آذار، أكد الأسقف خوان أنطونيو كروز سيرانو أن “آفة العبودية لا تزال مستمرة”. ويدعو إلى عدم المشاركة في هذه الظاهرة.
أكّد البابا فرنسيس في العام 2023، وفي رسالته العامة جميعنا إخوة لعام 2020، على أنّ العبودية “تجعل الإنسان مجرد شيء، وتختزل قيمته في كونه مفيدًا لشخص ما أو لشيء ما”. وحثّنا على أن نتذكر “دائمًا” و”دون كلل” الاضطهادات والاتجار بالرقيق والمذابح العرقية التي شهدناها اليوم وأمس.
العبودية ظاهرة حالية
في الواقع، توجد حاجة إلى التعليم “الأخلاقي والاجتماعي والروحي” للقضاء على العبودية، هذا ما يعتقده المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى منظمة الدول الأميركية، المونسنيور توماس رينولدز.
ويشير بحزن إلى أنّ آفة العبودية لم تحدث “في الماضي فحسب”، بل “للأسف لا تزال تحدث اليوم وفي العديد من البلدان”. ويضيف “إذا أغلقنا أعيننا وآذاننا” أمام هذه الظاهرة، “فسنكون متواطئين”، مذكرا بتحذيرات البابا فرنسيس بشأن هذا الموضوع.
وفي هذه المناسبة، التي تتزامن مع الأسبوع الأمريكي الثامن للأشخاص من أصل أفريقي في الأمريكتين، تحت شعار “لدي حلم، بالاعتراف، العدالة، التنمية”، المستوحى من مارتن لوثر كينغ وخطابه الشهير “لدي حلم”، أكد الأسقف كروز سيرانو على تعزيز العمل التوعوي داخل المجتمع، وإنشاء تنسيق أفضل بين الحكومات والسلطات القضائية والتشريعية والعاملين الاجتماعيين. إنّ الجهود الرامية إلى القضاء على العبودية، فضلاً عن العديد من الآفات الأخرى في العالم المعاصر، ينبغي أن تكون “بالإجماع”، ضمن السياق الأوسع للاهتمام بـ “بدء العمليات” المؤدية إلى “السلام المتناغم الضروري بين الشعوب”، حيث يحتلّ الاعتراف “بالكرامة الإنسانية مكانة مركزية”.
التعليم والتدريب
إنّ الكرسي الرسولي، إذ يواصل التزامه من خلال مؤسساته بضمان “الظروف المناسبة للتعليم والتدريب”، يشدد على التعليم “الأخلاقي والاجتماعي والروحي” القادر على استيعاب “التجربة الجديدة والمختلفة لتلك القطاعات من المجتمع” التي غالباً ما “أُخفيت وأُسكتت”، كما في حالة ضحايا الاتجار بالبشر.