Pope Leo XIV Made A Stop At The Marian Basilica Of Saint Mary Major - Photo: Vatican Media

أوّل زيارة خارج روما: البابا لاون الرّابع عشر يزور العذراء ثمّ ضريح فرنسيس

الوثيقة الأولى التي وقّعها لاون الرّابع عشر والصّورة الأولى

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

مساء الخميس 8 أيّار، وبعد انتخابه حبراً أعظم للكنيسة الكاثوليكيّة ومنحه البركة لمدينة روما وللعالم، بدأ البابا لاون الرّابع عشر حبريّته بتواضع وبلمسة شخصيّة نابِعة من القلب: عاد إلى قصر المكتب المقدّس (وهو جزء من مدينة الفاتيكان، حيث كان يقطن ككارينال) والتقى أشخاصاً (كهنة وموظّفين علمانيّين) سُرّوا لوجودهم هناك ورؤيتهم، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت. وقد تبادل الجميع الابتسامات والتبريك والمعانقات، ضمن ما أشار إلى أسلوب رعويّ بابويّ أساسه التواصل البشري.

مِن بين الموجودين، كات هناك “ميشيلا” التي ما إن ألقت التحيّة على البابا المُنتَخَب، حتّى طلبت منه بركة وتوقيعاً على كتابها المقدّس، فيما وافق الأخير قائلاً: “ما زال عليّ أن أتمرّن على توقيعٍ، فهذا القديم لم يعد صالِحاً”. ثمّ طلب البابا من الفتاة تهجئة اسمها مُمازحاً، ومُضيفاً: “ما هو تاريخ اليوم؟ 8 أيّار؟”

في هذا السّياق، وخلال زيارته غير الرسميّة لمكان إقامته ككاردينال، وافق البابا المنتَخَب أيضاً على التقاط الصّور مع الموجودين، بما فيها أوّل صورة ذاتيّة لحبريّته، وقد تمّت مشاطرة الصورة مِن قبل الأخت ناتالي بيكار، مساعِدة أمين سرّ سينودس الأساقفة.

The first selfie of his pontificate – Photo: Nathalie Becquart

من ناحية أخرى، أعرب البابا عن رغبته في أن يبقى “رؤساء وأعضاء مؤسّسات الكوريا الرومانيّة وأمناء السرّ ورئيس اللجنة الحبريّة لشؤون حاضرة الفاتيكان في مناصبهم ومكاتبهم مؤقّتاً”، فيما أشار مكتب دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أنّ البابا أراد أن يحظى بفترة من الصلاة والتأمّل والحوار قبل اتّخاذ قرارات في تعيينات أو أمور أخرى.

بعد ذلك، توجّه البابا إلى دار القدّيسة مارتا (حيث كان الكرادلة ينزلون خلال انعقاد الكونكلاف) وتناول العشاء الأخوي معهم، ليعود ويجتمع بهم رسميّاً الجمعة (خلال قدّاس) والسبت ضمن لقاء جامع (مع الإشارة إلى أنّنا نشرها النصّ الكامل لكلمتَي البابا).

في الولايات المتّحدة، وبعد الإعلان عن انتخاب روبرت فرنسيس بريفوست أوّل حبر أعظم من الولايات المتّحدة الأميركيّة، تمّت إضاءة مبنى “إمباير ستايت” بألوان الفاتيكان، دائماً بحسب القسم الإنكليزي من زينيت، فيما صفحة ناطحة السحاب المذكورة أوضحت في منشور لها عبر “إكس” أنّ المبنى “يتلألأ بالأبيض والذّهبي على شرف البابا لاون الرّابع عشر، أوّل بابا أميركي”.

أمّا اللّافت بعد ظهر السّبت، فقد كان خروج البابا المنتَخَب مِن روما (حوالى الساعة الرّابعة) وتوجّهه إلى مزار “سيّدة المشورة الصّالحة” في جينازانو (الذي تديره الرّهبنة الأغسطينيّة منذ سنة 1200) قائلاً إنّه “أراد بشدّة الحضور إلى هذا المكان خلال الأيّام الأولى للحبريّة التي عهدت بها إليه الكنيسة”، نقلاً عن موقع “فاتيكان نيوز” بقسمه الإنكليزي، بعد أن كان قد احتفل فيه بقدّاس بتاريخ 25 نيسان 2024 وعبّر في العظة التي ألقاها عن تكرّسه للعذراء، حاثّاً المؤمنين ليستوحوا منها كي ينشروا السلام والمصالحة في العالم.

ودائماً في تفاصيل زيارة السبت، تنقّل البابا في فان “فولكسفاغن” جالِساً في الأمام، فيما حيّاه الناس الذين كانوا في الساحة أو من النوافذ المطلّة والشُّرفات.

لدى وصوله إلى الكنيسة، رحّب به الرهبان، ليدخل بعدها للصلاة أمام المذبح ثمّ أمام صورة العذراء.

من الجدير بالذّكر هنا أنّ المزار يضمّ صورة قديمة للعذراء مريم مصدرها “شكودر” (في ألبانيا)، وهو مزار أحبّه البابا لاون الثالث عشر، إلّا أنّه لم يستطع زيارته لكنّه رفعه إلى مرتبة البازيليك الصغرى سنة 1903. وثمّة باباوان زاراه: يوحنا الثالث والعشرون سنة 1959 ويوحنا بولس الثاني سنة 1993.

Pope Leo XIV Made An Unannounced Private Pilgrimage To The Sanctuary Of Our Lady Of Good Counsel In Genazzano – Photo: Vatican Media

في نهاية الزيارة، توجّه البابا لاون الرابع عشر ببعض الكلمات للحاضرين والواقفين في الخارج، وأكّد لهم على “ثقته بالعذراء سيّدة المشورة”، مُقتبٍساً كلمات مريم في عرس قانا: “افعلوا ما يأمركم به”، وعاد والتقى بعدها بالجماعة الأغسطينيّة على انفراد.

في طريق العودة من جينازانو إلى الفاتيكان، توقّف البابا عند بازيليك العذراء مريم الكبرى، حيث صلّى أمام ضريح سَلَفه البابا فرنسيس، ثمّ أمام أيقونة العذراء “خلاص الشّعب الروماني”.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير