ترجمة ندى بطرس
صباح الأحد الماضي، توجّه البابا لاون الرّابع عشر إلى مغارات الفاتيكان للاحتفال بالقدّاس الإلهي على المذبح بالقرب من قبر القدّيس بطرس، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت. ومِن أبرز ما قاله في عظته التي تلا جزءاً منها بالإنكليزيّة والجزء الآخر بالإيطاليّة: “سمعنا إنجيل أحد الراعي الصالح: خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها وهي تتبعني… بينما نحتفل بهذه الخدمة التي دعتني الكنيسة إليها، لا يوجد مِثال أفضل من يسوع المسيح نفسه، الذي نعطيه حياتنا والذي نعتمد عليه. يسوع المسيح الذي نتبعه هو الراعي الصالح، وهو الذي يعطينا الحياة: الطريق والحقّ والحياة”.
كما وتطرّق البابا لاون الرّابع عشر في عظته إلى عيد الأمّ قائلاً: “من أروع تعابير محبّة الله هو الحب الذي تمنحه الأمّهات لأبنائهنّ وأحفادهنّ”.
من ناحية أخرى وفي سياق اليوم العالمي للدّعوات، تكلّم البابا في عظته عن عمل الكرادلة، خاصّة خلال الكونكلاف: “قبل وبعد انتخاب البابا الجديد، تحدّثنا كثيراً عن الدعوات في الكنيسة ومدى أهمية أن نسعى جميعاً إلى تحقيقها معاً من خلال تقديم مِثال جيّد في حياتنا، بفرح، وعيش فرح الإنجيل، من دون تثبيط عزيمة الآخرين، بل من خلال البحث عن طرقٍ لتشجيع الشباب على سماع صوت الرب واتّباعه، والخدمة في الكنيسة”.
وأضاف: “إنّ هذه الرسالة التي نقوم بها لم تعد تخصّ أبرشية واحدة بل الكنيسة بأكملها: هذه الروح العالميّة مهمّة، ونجدها في القراءة الأولى التي سمعناها (أعمال الرسل 13: 14، 43-52). بولس وبرنابا ذهبا إلى أنطاكية، في البداية إلى اليهود الذين لا يودّون سماع صوت الربّ. وهكذا بدآ في إعلان الإنجيل للعالم أجمع… ثمّ أتى القدّيس بولس إلى روما، حيث أتمّ هذه المهمّة أخيراً. وهذا مِثال آخر لشهادة الراعي الصالح. ولكن في هذا المثال أيضاً، دعوة خاصّة جدّاً لنا جميعاً. وأقول هذا أيضاً بطريقة شخصيّة للغاية، من حيث إعلان الإنجيل للعالم أجمع. “تشجّعوا. لا تخافوا”. يجب أن نكون شجعان في الشهادة التي نقدّمها، من خلال الكلمات وقبل كلّ شيء من خلال الحياة: من خلال التضحية بحياتنا، من خلال الخدمة، وفي بعض الأحيان مع التضحيات الكبيرة لعَيش هذه الرسالة. لقد قرأتُ تأمّلاً صغيراً جعلني أفكّر مليّاً، لأنّ ذلك يظهر حتّى في الإنجيل. في هذا الصدد، طرح أحدهم هذا السؤال: “عندما تفكّر في حياتك، كيف تفسّر ما آلت إليه؟” والجواب الذي أعطوه هو، بمعنى ما، جوابي أيضاً، مع فعل “الإصغاء”. كم من المهمّ أن نصغي! وقد قال يسوع: “خرافي تسمع صوتي”. أعتقد أنّه من المهمّ لنا جميعاً أن نتعلّم أكثر فأكثر كيفيّة الاستماع للدخول في الحوار. أوّلاً مع الرب: الإصغاء دائماً إلى كلمة الله. ثمّ الإصغاء إلى الآخرين، ومعرفة كيفية بناء الجسور، وكيفية الاستماع حتّى لا نحكم، وعدم إغلاق الأبواب معتقدين أنّنا نملك الحقيقة كاملة ولا يمكن لأحد آخر أن يخبرنا بأيّ شيء. من المهمّ جدّاً أن نستمع إلى صوت الرب، وأن نستمع إلى أنفسنا في هذا الحوار، وأن نرى إلى أين يدعونا الرب. فلنمشِ معاً في الكنيسة، طالبين من الرب أن يمنحنا هذه النعمة لنتمكّن من الاستماع إلى كلمته بهدف خدمة كلّ شعبه”.