ترجمة ندى بطرس
بعد قدّاس تنصيبه الأسبوع الماضي، استقبل البابا لاون الرّابع عشر الرئيس الأوكراني زلنسكي، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت. وبعد هذا اللقاء، قال زلنسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “نحن ممتنّون لاستقبال البابا لنا. بالنسبة إلى ملايين الأشخاص، الحبر الأعظم رمز للأمل والسلام. يمكن لسُلطة وصوت الكرسي الرسولي لعب دور مهمّ في وضع حدّ للحرب. نحن نشكر الفاتيكان على استعداده ليكون منصّة للتفاوض المباشر بين أوكرانيا وروسيا. نحن مستعدّون للحوار بأيّ شكل بهدف التوصّل إلى نتائج ملموسة. نحن نقدّر الدعم لأوكرانيا والصوت الواضح دفاعاً عن السلام العادل والمُستدام”.
وأضاف: “بالنسبة إلى العديد من الأمم، إنّ صورة الأمّ والطفل رمز للحياة التي يجب حمايتها. واليوم، قدّمنا للبابا لاون الرّابع عشر أيقونة مميّزة مرسومة على قطعة من صندوق يُستَخدَم لتخزين ذخيرة المدفعيّة الثّقيلة أُحضِرَت من نواحي إيزيوم. هذه الأيقونة تتكلّم عن أولادنا الذين عانوا من الحرب والذين خُطفوا وتمّ ترحيلهم فيما ينتظرهم أهلهم في أوكرانيا. نُصلّي لأجل حياتهم، ونأمل أن يدعمنا الفاتيكان في هذه المسألة كي يعود الأطفال والسجناء إلى ديارهم”.
نُشير هنا إلى أنّ اتّصالاً هاتفيّاً كان قد جرى بين البابا وزلنسكي بتاريخ 12 أيّار، وقد دعاه الأخير لزيارة البلد.
مِن ناحية أخرى، ودائماً في سياق لقاءات البابا، استقبل الأخير الرئيس الكولومبي غوستافو بترو في القصر الرسولي، وقد دام لقاؤهما 22 دقيقة، فيما اتّسم بالودّ والعمق، إذ كان مناسبة للرئيس الكولومبي للفت النّظر إلى تحديات كولومبيا وتطلّعاتها التي تتراوح بين السلام الداخلي والصمود البيئي. وقد أطلق الرئيس نداء جريئاً يتعلّق بمواجهة التغيّر المناخي، مُشيراً إلى أنّ السياسة وصمود البشريّة يجب أن يتمحورا حوله، مُشدِّداً على أنّ البابا يمكنه أن يساعد، “خاصّة في لفت نظر واشنطن على الأولويّة الحقيقيّة: الحياة بذاتها”، بما أنّه أميركي وبما أنّ وقائع أميركا اللاتينيّة مألوفة لديه.
كما وأنّ حوار الرّجلَين تطرّق أيضاً إلى صراعات كولومبيا الدّاخليّة، ووجود العصابات، مُشيراً إلى أنّ الطريق نحو المصالحة يبقى مفتوحاً، بالتزامن مع الحوار الجاري في كوبا وفنزويلا، مع شكره الأمّتَين على إجراء مباحثات السلام. إلّا أنّه عاد وشدّد على كون الفاتيكان رمزاً فعّالاً، مع الإشارة إلى مفهوم “الحبّ الفعّال” كمبدأ سياسي تحويلي. “لعلّنا نتعلّم مجدّداً في مدينة الذاكرة والسُلطة هذه ما يمكن لهذا الحبّ أن يفعله”.
في النهاية، وقبل مغادرته، دعا الرئيس البابا لاون الرّابع عشر رسميّاً لزيارة كولومبيا، وليس فقط العاصمة بوغوتا بل المواقع التي تختبر تحديات روحيّة.
