ترجمة ندى بطرس
أعاد البابا لاون الرّابع عشر إحياء عادة كانت قد تلاشت: توزيع علاوة قدرها 500 يورو على موظّفي الفاتيكان لدى انتخاب بابا جديد. وهذه المبادرة، فيما قد تبدو ظاهريّاً مادية، إلّا أنّها لقيت صدى جيّداً ضمن جدران القصر الرسولي ومكاتبه، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
في تفاصيل أخرى، وصلت العلاوة إلى حوالى 5000 عامل يساعدون في الوظائف اليوميّة ضمن حاضرة الفاتيكان. ومع أنّ المبلغ ليس باهظاً، غير أنّه مُحمّل بالمعاني: إنّها رسالة تُشير إلى أنّ الديمومة والكرامة والالتزام الشخصيّ فضائل بارزة ويُكافَأ عليها المرء.
في هذا السياق، تطبع إعادة إرساء هذه العادة بداية جديدة إذ يبدو أنّ لاون الرّابع عشر يرسم خطّاً يتّسم بالمبادرات الصّغيرة، فيما البابا فرنسيس قطع هذه العادة خلال حبريّته، ضمن روح التقشّف المؤسّساتي التي اتّبعها.
وغداة توزيع العلاوة، التقى البابا لاون الرّابع عشر وجهاً لوجه بالأشخاص الذين يُبقون الفاتيكان يعمل (مع عائلاتهم وأولادهم) في قاعة بولس السادس، فيما صفّقوا له بدورهم مُطوّلاً. ولم يقف أمامهم كمسؤول تنفيذيّ، بل كراعٍ يلتقي بالقطيع الذي ورثه قائلاً: “الوقت ليس مناسباً للخطابات، بل لشكركم… الباباوات يأتون ويذهبون، لكنّ الكوريا تبقى… الذاكرة ليست حنيناً للماضي، بل هي أساس الهدف وخارطة المعنى”.