ترجمة ندى بطرس
يبدو أنّ أوّل رحلة سيقوم بها البابا لاون الرّابع عشر إلى أميركا اللاتينيّة لن تكون دبلوماسيّة بقدر ما ستكون حجّاً شخصيّاً. فبحسب الكاردينال دانيال ستيرلا رئيس أساقفة مونتيفيديو وأحد الكرادلة الناخبين خلال الكونكلاف الأخير، يُتوقّع أن تضمّ أوّل رحلة بابويّة إلى المنطقة زيارة إلى الأرجنتين، الأوروغواي وربّما البيرو، أي البلدان التي ترسم جذوره وتعكس طريقه ضمن الكنيسة.
أمّا كلام ستيرلا فقد أتى ضمن مقابلة أجراها معه راديو أوروغواي في 21 أيّار الماضي، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
مِن أبرز ما قاله ستيرلا أيضاً خلال المقابلة: “يُدرك الحبر الأعظم أنّ الأرجنتين والأوروغواي لم يزرهما البابا فرنسيس خلال رحلاته، ليس بخيار شخصيّ منه بل جرّاء الأحداث التي كانت تحصل”. وبالنسبة إلى البابا لاون الرّابع عشر، إنّ رحلة مماثلة لن تكون زيارة بلد أو لقاءات بابويّة، بل ستطبع عودة إلى قارّة حيث بشّر وأصغى وتعلّم قبل ارتدائه الثوب الأبيض. “البابا يُصغي بعمق، ويتكلّم قليلاً. لكن عندما يفعل، يكون كلامه بطيئاً ومتجذّراً بالفِكر العميق… لعلّ هذا ما تحتاج إليه الكنيسة حاليّاً… وإن مشى لاون الرّابع عشر في شوارع بوينس أيريس أو مونتيفيديو أو تشيكلايو خلال الأشهر المقبلة، سيفعل ذلك، ليس كحبر أعظم، بل كابن يعود إلى المنزل الذي تعلّم فيه الإصغاء”.
في هذا السّياق، يُشير تفاؤل ستيرلا إلى أنّ البابا قد يضع في أولويّة زياراته بلداناً لم تستقبل خليفة بطرس، وأنّ زيارة إلى الأوروغواي قد تفتح فصلاً جديداً في الدبلوماسيّة، وهو فصل تطبعه المصالحة مع العالم الكاثوليكي والتنبّه المتجدّد للأمم الصغيرة.