“لا شكَّ أنَّ كلمةً واحدةً من ربِّنا يسوع، أو نقطة واحدة من دمِه كانت كافية لخلاصِ البشرِ أجمعين، ولكن ما هو كافٍ للخلاص لم يكن كافيًا لإظهار محبّتِه لنا…”
“أبونا يعقوب الكبّوشيّ”
لأجلِ ذلك تألّم… شربَ كأسَ العذاب… كُلّل بشوكِ معاصينا…
جُلد بسوطِ أنانيّتِنا، وشُتم … عطش إلى فرحِنا، ومغفرةِ خطايانا…
لأجلِ ذلك اشتعلَ قلبُه على الصّليب حبًّا … لأجلِ ذلك طُعِن قلبُه بحربةِ الموتِ الّتي غدت معه رايةَ فداء…
بِجراحِه شُفينا…
ولكن… الدّم، والماء انتصرا، وكانا ضِياءَ حبّ الرّبّ، وضياءَ خلاصِ الإنسان، وحياته…
إنّه قلبُ الحبّ…إنّه قلبُ الرّبّ…
هذا القلب الّذي يضمّنا إليه بِضُعفِنا، وإِثْمِنا، وإنسانيّتنا المحدودة …
إنّه القلب الّذي يريدُ فرحَ قلوبِنا…
“نحن ننظُرُ اليومَ، كما يقولُ أبونا يعقوب، إلى هذا القلب الإلهيّ، فنرى أنّه كتابٌ مفتوحٌ، وكنزٌ ثمينٌ، ومسكنٌ للمحبّين. ولقراءة هذا الكتاب يجبُ طهارة العين، ومحبّة القلب.”
علينا أن نُحِبَّ بعين الوداعة، وبِروح التّواضع. فهو الوديع، والمتواضع القلب…
علينا أن نحيا الغفرانَ، والرّحمةَ، علينا أن نُجيدَ قراءَةَ حبِّ الرّبّ الّذي غفرَ الآثام، وغفرَ لِصالبيه، وشفى الأرواح، وأراحَ المُتعبين” تعالوا إليّ يا جميعَ المُتعبين، والثّقيلي الأحمال، وأنا أريحكم. اِحملوا نيري عليكم، وتعلّموا منّي، لأنّي وديعٌ، ومتواضع القلب، فتجدوا الرّاحة لنفوسِكم” (متّى 11: 28-30)
قلبُ يسوع يدعونا إلى عيشِ الفضائل، وإلى السّيرِ خلفه على الطّريق… دعانا أن نتبَعه لنبلغَ نورَ الخلاص…
من تَبِعَ قلبَ الحبّ، قلبَ الرّبّ… سيبلغُ فرحَ القلب… سيحيا بقلبِ القيامة، والحياة…
ربّي يسوع… قلبُك جميل… اِجعَل قلبَنا مثل قلبِك…