The Bethany Mission Of Support For Priests Has Been Matching Laypeople With Individual Priests - Photo: L'osservatore Romano

الصلاة لأجل الكهنة: راهبات بولنديّات، العلمانيّون والرّسائل الطارئة للكهنة

مجتمع يؤمن بقوّة الصّلاة

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

في عصرٍ غالباً ما يجد فيه الكهنة أنفسهم على مفترق طرق بين النّقد العلني والإرهاق الشخصي، أنشأت حركة روحيّة متواضعة في بولندا شبكة دعم خفيّة – صلاةً تلو الأخرى. في التفاصيل التي نشرها القسم الإنكليزي من زينيت، ولأكثر من عقدين، دأبت “بعثة بيت عنيا لدعم الكهنة” على التوفيق بين العلمانيّين والكهنة، ليس للإرشاد أو النقاش أو الإشراف – بل للشّفاعة الصامتة مدى الحياة. هذه ليست جماعة ضغط أو لجنة إصلاح. إنّها مسألة أقدم بكثير، وربّما أكثر جذريّة: مجتمع يؤمن بأنّ أفضل طريقة لمساعدة الكهنة هي الصلاة من أجلهم.

بدأ كلّ شيء في 4 شباط 1999، عندما قرّرت الأخت غابرييلا باسيستا، مدفوعةً بإصغائها إلى أعباء الكهنة وأفراحهم، الاستجابة ليس بالنقد أو التخطيط الاستراتيجي، بل بالصلاة المستمرّة. وقد جَمَع أوّل سجود للقربان الأقدس، المخصّص حصريّاً للصلاة من أجل الكهنة، ثمانية أشخاص فقط، فيما التزم كلّ منهم بمرافقة كاهن معيّن روحيّاً مدى الحياة.

أمّا اليوم، فقد وصل عدد أعضاء دائرة التفاني الهادئة إلى أكثر من 8800، بقيادة راهبات عائلة بيت عنيا – وهي رهبنة تأسّست بمهمّة فريدة لدعم رجال الدين روحيّاً ورعويّاً، ينبع عملها من إرث خادم الله الأب جوزيف ماليسياك، الذي كان يؤمن بأنّ وراء كل كاهن يقف شعب بأكمله، وليس أسقفاً فحسب… ولا تتعلّق المبادرة بتمجيد رجال الدين، بل باستعادة مسؤولية منسيّة بالنسبة إلى المؤمنين: دعم الكهنوت من خلال الصلاة، وليس فقط الآراء.

في هذا السياق، الهيكليّة بسيطة، ولكنّها شخصيّة للغاية. يقترن كل عضو في البعثة بكاهن، ويرافقه في الصلاة لبقيّة حياته. يتلقّى المشاركون صورة للكاهن المُعيّن لهم، كتاب صلاة، وبطاقة عضويّة – ليس كرموز للانتماء، بل كتذكير بنذرٍ قطعوه أمام الله. ويصبح هؤلاء الشفعاء العلمانيّون ظلالاً غير مرئيّة لكهنتهم، يستدعون الروح القدس وشفاعة والدة الإله نيابةً عنهم، يوماً بعد يوم. لا تتوقّف المهمّة عند الصلاة الصامتة. إنّها تُنمّي بنشاط الموارد والروابط الروحية: كتاب صلاة عبر الإنترنت للنوايا الكهنوتيّة، ونظام لطلب القداديس على نيّة رجال الدين (الأحياء أو الأموات)، وخدمات عبادة شهريّة، وحتّى ما يُسمّونه “رسائل الطوارىء القصيرة للكهنة” – وهي قناة سرّية يمكن لرجال الدين من خلالها إرسال طلبات صلاة عاجلة عندما يصبح العبء ثقيلاً جدّاً بحيث لا يمكنهم تحمّله بمفردهم.

في وقت يُنظَر فيه إلى الكهنوت غالباً من خلال عدسة النقد أو المسافة الروحيّة، تعمل هذه الحركة بهدوء على سدّ الفجوة… وتردّد الرسالة صدى قناعة القدّيس جون فياني الذي قال: “لدينا الكهنة الذين نصلّي من أجلهم”. وفي زمن يسهل فيه الشعور بالتشاؤم أو التساؤل عمّا إذا كان الكهنوت ضروريّاً، تقدّم رسالة بيت عنيا كلمة “نعم” متواضعة ومدوّية – من خلال اختيار الصلاة وليس الجدل أو اليأس، بل الإخلاص.

من ناحية أخرى، تشارك الراهبات شهادتهنّ في الكنائس المحلية، ليس ضمن تجمّعات أو فعاليات تجنيد، بل  لحظات تأمّل تدعو المؤمنين إلى رؤية الكهنوت كعلاقة، ورؤية الدعم كمسؤوليّة. لا بريق هنا، ولا أضواء ساطعة. مجرّد أناس، غالباً ما يكونون غير مرئيّين، يصلّون من أجل رجال غالباً ما يكونون مُنهَكين. إنّه عمل يُنجَز في الغالب بصمت، لا ينبع من المثاليّة، بل من الرحمة.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير