“قد فوّضَ يسوعُ عملَه على الأرض إلى الرّوح القدس ليدبّرَ الكنيسة، ويحفظَها من كلّ فساد…”
“أبونا يعقوب الكبّوشيّ”
إنّها حياةُ الكنيسة الّتي أرادَها الرّبّ أن تبقى محروسة بالنّعمة، وثابتة بقوّة الرّوح…
إنّه روح الحبّ الّذي أرسله الرّبّ، بعد صعودِه إلى السّماء…
أرسلَ روحَه ليحافظَ على وجهِ الأرضِ وجهًا جديدًا متلألئًا ببريقِ نضارة الحبّ الّذي ينبض في قلوبنا حياةً، وفرحًا…
يعتبرُ أبونا يعقوب أنّ زمنَ العنصرة يمثّلُ مسيرةَ سفرِ الكنيسة الّتي بدأت عند نشأتها، أي يوم العنصرة، فخرجت من علِيّة صهيون، وأخذت تجولُ في بلدان الأرضِ، وسيدوم سفرُها حتّى نهايةِ العالم…
إنّه روح الرّبّ الّذي لن يتركَنا يتامى، هو الباقي، والدّائم … هو السّاكن في عُمقِ أعماقِنا…
إنّه سهرُ الرّبّ الدّائم على بَنيه الّذين يحبّهم، ويرافقهم ليمدَّهم بالقوّة، ليفرشَ من ضِياء روحِه عيونَهم، فيضيء بصيرتَهم، ويبدّد ضبابيّةَ إنسانيّتِهم، ويغفر ضعفَ خطيئتِهم.
” لن أتركَكم يتامى، إنّي آتٍ إليكم…”( يوحنّا 14: 18)
ويكملُ أبونا يعقوب قائلًا: ” المسيحيّ يُقاسي الضّربات مدّةَ سفرِه، من الدّاخل أي من أهوائه، وأمياله الجسديّة، ومن الخارج، أي من العالم، وإغراءاته، وخداعِه. “
يعترينا ضعفٌ كبير، نعيشُ حدودَ شهواتِنا، ومخاوفِنا… نشتاق إلى جرأة النّفسِ الممتلئة بالنّعمة… نشتاق إلى أن نُفرغَ قلوبَنا من التّعلّقِ الدّنيويّ، فنمتلئ بروح الرّبّ…
” الرّوح يكسر الحدود! اليومَ، يدعونا الرّوحُ إلى كسرِ حدودِ قلوبِنا: حدود الكراهيّة، والأنانيّة، واللّامبالاة، هل نستجيبُ لهذه الدّعوة؟ (البابا لاوون الرّابع عشر)
لنتحلَّ بشجاعةِ التّخلّي، ولنفتحْ قلوبَنا لاستقبال روح الرّبّ، وفرح كلمتِه… فلا خوفَ على إنسانيّتِنا الضّعيفة ما دامت في حضنِ الآب السّماويّ، حضن الرّحمة، والحبّ، والغفران…
هو الّذي يُحبُّنا… يدعونا دومًا، يُنادينا، لنُقبلَ إليه بطمأنينة، وسلام…
هو الّذي يريدنا أقوياء، وثابتين أمام الشّدائد، لأجلِ ذلك أرسلَ روحه ليمدَّنا بصلابة النّفوس الرّانية إلى جمالِ المسيح… تلك النّفوس الّتي لن تُفلِتَ يديها أمام العواصف، والأعاصير… إنّما تعانقُ أكثر، وأكثر مخلّصَها…