ترجمة ندى بطرس
يبدأ فصل جديد للوجود الفرنسيسكاني في الأرض المقدّسة بتثبيت الراهب الإيطالي فرنشيسكو إييلبو Francesco Ielpo حارِساً للأراضي المقدّسة وحارساً لجبل صهيون، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت. ويأتي هذا التعيين، الذي أكّده البابا لاون الرّابع عشر عقب انتخاب الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانيّة ومجلسه الاستشاري، في وقت يشهد تحديات كبيرة في المنطقة.
يتولّى إييلبو المنصب الذي كان يشغله سابقاً فرنشيسكو باتون، الذي قاد الحراسة منذ سنة 2016 والذي لم يكن من الممكن تمديد ولايته بموجب القوانين الفرنسيسكانيّة، مع الإشارة إلى أنّ إييلبو قضى عقوداً في أدوار رعويّة وإداريّة في جميع أنحاء إيطاليا وشبكة البعثات الفرنسيسكانيّة الأوسع.
وُلِد في لوريا، جنوب إيطاليا، سنة 1970 ونشأ في أبرشيّة ميلانو. بدأت رحلة إييلبو الطويلة إلى القدس بإعلانه نذوره في 1998 وسيامته كاهناً عام 2000. ومع سنوات من الخبرة كأستاذ وعميد ومسؤول إقليمي، تماشى مساره تدريجيّاً بشكل أوثق مع الرّسالة في الأرض المقدّسة. منذ عام 2013 فصاعداً، شغل منصب مفوّض الأرض المقدّسة، بداية في لومبارديا ثمّ إلى جميع أنحاء شمال إيطاليا، حيث أرشد عدداً لا يُحصى من الحجّاج إلى الأماكن المقدّسة ودافع عن الجماعات المسيحيّة في جميع أنحاء المنطقة. ومؤخّراً، شغل إييلبو منصب رئيس مؤسّسة “تيرا سانتا” Terra Santa ومنصب مندوب عن حارس إيطاليا – وهما دَوران أعدّاه للقيادة ليس فقط روحيّاً ولكن هيكليّاً أيضاً.
أمّا تعيينه فقد أُعلِن في رسالة من الأب العام ماسيمو فوساريللي، الذي أكّد على أهمية هذه الرّسالة في وقت اتّسم بتصاعد الصراع والمعاناة الإنسانيّة في المنطقة، واصفاً هذه الخدمة بأنّها “استشهاديّة”، وحاثّاً الرهبان على عدم التصرّف كيدٍ عاملة تهرب من الخطر، بل كإخوة باقين.
يُشرف حارس الأرض المقدّسة على الرهبان الفرنسيسكان في قبرص ومصر وإسرائيل والأردن ولبنان وفلسطين وسوريا والجماعات التابعة لها من الأرجنتين إلى الولايات المتّحدة. كما يحمل لقب حارس جبل صهيون، المرتبط بالعلّية – وهو موقع العشاء الأخير والإقامة الأولى للفرنسيسكان في القدس.
لدى الحراسة 66 مفوّضاً و31 نائب مفوض حول العالم، جميعهم مُكلَّفون بتعزيز الحجّ ودعم الحياة المسيحيّة في الأرض التي أُعلِن فيها عن الإنجيل لأول مرّة.
عند تبلّغه منصبه الجديد، أقرَّ إييلبو بثقل التوقّعات: “أشعر أنّ الرّسالة الموكلة إليَّ لا تتناسب تماماً مع شخصيّتي، خاصّة في هذه اللحظة التاريخيّة”. ومع ذلك، فإنّ جذوره العميقة في الروحانيّة الفرنسيسكانيّة والقيادة التربويّة توحي بتوازن بين التواضع والاستعداد، فيما الوجود الفرنسيسكاني – المرئي والثابت والعريق – هو جسر فريد بين التقاليد الدينيّة والشعوب.
وبينما تتطلّع الحراسة إلى عامها الثمانمئة من الوجود المتواصل في القدس، من المرجّح أن تخوض البعثة بقيادة إييلبو غمار التحديات الروحيّة، بالإضافة إلى التحديات الملحّة للدبلوماسيّة والنزوح والحوار بين الأديان. ومعه، يجدّد الفرنسيسكان وعدهم القديم: أن يبقوا كإخوة، وليس كجنود، بل خدّام السلام في مهد الإيمان.