“إنّ اللهَ بِوَضعِه الإنسانَ على الأرض، لم يتركْهُ عرضةً للجهلِ، وعماوة العقل. الله أبٌ، والأبُ لا يتركُ أبناءَه، ولا يَدَعهم عرضة لجهلِ الطّريق، والسّقوط في الحفر الخطرة المؤدّية إلى هاوية الجحيم.”
أبونا يعقوب الكبّوشيّ
إنّه الأبُ السّماويّ الّذي لا يُبعد نظرَه أبدًا عن أبنائه…
من عليائه يهتمُّ بنا… من ساحاتِ سمائه، يُسقِط علينا نِعَمَه الغزيرة…
يُرسل إلينا روحَه القدّوس لأنّه يريد أن يُضيء بصيرتَنا حكمةً، وأن يُزوّدَنا بِنورِ عنايتِه صديقةً تُرافقنا في طريقِ الحياة… تُرشدنا، وتهدينا إلى خيرٍ تتمنّّاه لنا…
عنايةُ الرّبّ بنا تريدُ أن تقودَنا إلى فرح الخلاص، وإلى التّّمتّع ببهجةِ السّماء.
” هديتني طريقَ الحياة، وستملأني سرورًا برؤيةِ وجهِك.” (أعمال الرّسل2: 28)
ونحن نُعلِنُ إيمانَنَا بك يا ربّ…
نؤمن بك أبًا حنونًا ، ورحيمًا… نؤمن بكلمتِك المتجسّد الّذي أرسلته، ليقتربَ منّا، ويُمسك بأيدينا… يبقى الدّائم معنا ليُشعلَ بردَ خوفنا، ويزهرَ براعمَ ربيعنا، ويضيء حياتَنا صيفَ حبٍّ لا يُدرك الذّبولَ، أو اليباس.
كلّّمَنا اللهُ بكلمتِه أساسِ إيمانِنا المسيحيّ، فيسوع هو كلمةُ الحقّ، ونورُ الطّريق، وبهجةُ الحياة…
لأجل ذلك لن تضطربَ قلوبُنا، ولن تخاف…
فسلامُ الرّبّ راحتُنا، وغذاؤُنا كلمته.
يعتبر أبونا يعقوب أنّ الإيمانَ المبنيَّ على كلامِ الله يجب أن يكونَ قويًّا، وثابتًا. هو الإيمانُ المُشيَّدُ على حجرِ الزّاويةِ الّذي هو المسيح، فلا يحقّ لنا أن نبنيَ عليه إلّا ما هو عظيمٌ، ومناسبٌ له.
هو الإيمانُ الممارَسُ بالأعمال ، إيمانٌ تنبض فيه حياةُ الخدمة، واجتهادُ التّفاني، ويقظةُ الاستعداد…
” فكما أنّ الجسدَ بلا روحٍ ميت، فكذلك الإيمان بلا أعمالٍ ميت” ( رسالة يعقوب 2:26)
نؤمن بك يا ربّ، فأنت الحبُّ الّذي اشتعل فِداءً… سكبَ دمَه ليسقيَ ضُعفَ إنسانِنا العتيق. فأزهرتْ قلوبُنا حياةً أبديّة…
يا يسوع…
زِدنا إيمانًا، كي نفتحَ قلوبَنا، ونستقبلَ كلمتَك، فنعيش علاماتِ حبّك…
فيكتوريا كيروز عطيّه