إنّ قداسة مريم العذراء آتية من الروح القدس ” الروح القدُس يحلُّ عليكِ ، وقُدرة العليّ تُظللُكِ ، لذلك يكونُ المولودُ قُدُساً وابن الله يُدعى ” ( لوقا ١ : ٢٥ ) ، وتضع مريم في شركة القديسين . فمريم هي نموذج عن شعب الله المؤمن الفقير الطاهر والمتواضع القلب ” طوبى لفقراء الروح ، فإن لهم ملكوت السموات ” ( متى ٥ : ٣ ) ، و ” طوبى لأطهار القلوب فإنهم يُشاهدون الله ”
( متى ٥ : ٨ ) …. هؤلاء ينالون كل خير، بما في ذلك القداسة .
إنّ قداسة مريم هي ثمرة تاريخ الخلاص ، فمريم هي بنت صهيون ، والأرث المقدّس الباقي من شعب الله في العهد القديم . ومريم هي ” حواء الجديدة ” إلى جانب السيد المسيح ” آدم الجديد” ( تكوين ١٥:٣ ) و( رومة : ٥ ) .
لذلك قال لها الملاك جبرائيل: ”السلام عليكِ ، يا ممتلئة نعمةً ، الرّبُ معكِ ” ( لوقا ١ : ٢٨ ) .
فمريم هي المرأة الوحيدة التي اختارها الله لتكون أمّ المسيح المخلّص .
مريم وحدها تتمتع بهذه الصفات الروحيّة النادرة .
على مثال الآباء القديسين، تعالوا نفكّر ونتأمل بعظمة القداسة على مثال أمّنا السماوية الكليّةُ القداسة والكاملةُ والطهارة متذكرين كلام يسوع ابنها: ” كونوا كاملين وقدّيسين ، كما أنّ أباكم السماوي كاملً وقدوس” ( متى ٥ : ٤٨ ) .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للارمن الكاثوليك
