مريـم سُلطانة السماوات والأرض

تأملات مريمية استعدادًا لعيد انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد

Share this Entry
قبل قرون من ميلاد السيد المسيح تنبّأ أشعيا النبي وقال: “أُسّرُّ سُروراً في الرَّبِ وتَبتَهِجُ نَفْسي في إِلهي لِأَنَّه أَلبَسَني ثِيابَ الخَلاص وشَمِلَني بِرِداءِ البِرّ كالعَريس ِالذي يَتَعَصَّبُ بالتَّاج وكالعَروس ِالتي تَتَحَلَّى بِزينَتِها فكما أّنَّ الأرضَ تُخرِجُ نَباتَها والجَنَّةَ تُنبِتُ مَزْروعاتِها كذلك السَّيدُ الرَّبُّ يُنبِتُ البِرّ والتَّسبِحَةَ أَمَام جميعِ الأُمَم “( أشعيا ٦١ : ١٠ – ١١). وكذلك يشوع بن سيراخ في إلهامٍ عظيمٍ يقول: “وكَشَفَ عَمَّا سَيَكونُ على مدى الدُّهور وعنِ الخَفايا قبل حُدوثِها ” (يشوع بن سيراخ ٤٨ : ٢٤) .
في هذين النصين من العهد القديم، نتأمل كيف تنبأ أشعيا بتكريم الله لمريم العذراء، وكيف رفعها إلى الكمال والقداسة، وألبسها ثياب العفاف والخلاص وعصمها من الخطيئه لأنَّها انفتحت عليه من كل قلبها وجعلته سيداً على حياتِها، فقالت مريـم: ” أَنَا أَمَةُ الرَّ ب ، فليكُن لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ ” ( لوقا ١ : ٣٨ ). نتيجة لهذا ألبسها الله تاج الملِكَه ، وكما معروف أنَّ زوجة الملِك تَجلس عند اقدامِ الملِك، وأمّا أُمّ الملِك فتَجلس عن يمينِ الملِك، أي أنّ أُمنا مريـم العذراء انتقَلَت إلى السماء وجَلسَت عن يمين إبنها يسوع الفادي، وأنَّها توِّجَت وكُلِّلَت بالمجدِ في السماوات وعلى الكون كله.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير