ترجمة ألين كنعان إيليا
أصدقائي الأعزّاء،
يسرّني أن أوجّه تحيّة حارّة إلى جميع الذين اجتمعوا في واشنطن العاصمة، بمناسبة المؤتمر الأعلى الثالث والأربعين بعد المئة لفرسان كولومبوس. أنا أحيّي أيضًا كلّ من شاركوا في مراسم الافتتاح.
ستجتمعون خلال السنة اليوبيلية للرجاء، التي تدعو الكنيسة الجامعة وحتى العالم أجمع، إلى التفكير في هذه الفضيلة الأساسية التي وصفها البابا فرنسيس “بالرغبة في الخيرات المستقبليّة وانتظارها، حتى لو كنا نجهل ما يخبّئه لنا المستقبل”. اسمحوا لي أن أتأمّل معكم بإيجاز في هذه الفضيلة البالغة الأهميّة. بصفتنا كاثوليك، نحن نعلم أنّ مصدر رجائنا هو يسوع المسيح وقد أرسل تلاميذه، في كلّ مرحلة، إلى أن يحملوا بشارة سرّ فصحه الخلاصي إلى العالم أجمع.
إنّ الكنيسة هي مدعوّة منذ البدء لأن تكون علامة رجاء من خلال إعلان الإنجيل بالأقوال والأفعال. نحن مدعوون بشكل خاص في خلال هذه السنة المقدسة لأن نكون علامات ملموسة من الرجاء لكلّ إخوتنا وأخواتنا الذين يواجهون محنًا مهما كان نوعها. إنّ مؤسسكم، الطوباوي مايكل ماكغيفني قد فهم الأمر جيدًا. لقد أدرك احتياجات الكاثوليك المهاجرين، وسعى إلى التخفيف من معاناة الفقراء والمتألّمين من خلال الاحتفال بالأسرار والتعاون الأخوي المتبادَل. إنه تعاون لا يزال قائمًا حتى اليوم.
إنّ شعار مؤتمركم هذا العام، “رسل الأمم”، أتى في الوقت المناسب ليذكّر كلّ فرسان كولومبوس بالدعوة لكي يكونوا علامات رجاء في جماعاتكم المحليّة ورعاياكم وعائلاتكم. في هذا الصدد، أنا أحيّي كلّ جهودكم بجمع الناس حول الصلاة والتنشئة والأخوّة، بالإضافة إلى المبادرات الخيريّة العديدة التي تقوم بها مجالسكم من حول العالم. بشكل خاص، تقدّم خدمتكم السخية الممارسة نحو من هم أكثر حاجة مثل الأطفال الذين سيلدون والنساء الحوامل والأطفال والمحرومين والمتضرّرين من ويلات الحروب، تُدخَل الرجاء والشفاء إلى قلوب الكثيرين، وتواصل الإرث النبيل الذي خلّفه مؤسّسكم.
من خلال هذه الكلمات القليلة، أنا أوجّه إليكم أطيب تمنيّاتي لنجاح أعمال المؤتمر الأعلى وأوكلها إلى شفاعة الطوباوية مريم العذراء، أم الكنيسة، وإلى شفاعة الطوباوي مايكل ماكغيفني. ولتحلّ عليكم بركة الله القادر على كلّ شيء، الآب والابن والروح القدس، ولتبقَ معكم إلى الأبد.