اختار الله العذراء مريـم لأنها كانت طائعة له : ” أنا أَمَةُ الرّبّ ، فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ ” ( لوقا ١ : ٣٨ ) ، ومداومة على الصلاةِ والتأملِ وقراءةِ الكتاب المُقدّس ، والأهم من هذا كانت ثقتها كبيرة به ، ولذا اجابت بكلمة “نعم ” للملاك جبرائيل ، وبهذه الكلمة وقوّتها تجسّد الله في أحشائها وصارَ إنساناً ” والكلمة صار بشراً فسَكنَ بيننا ” ( يوحنا ١ : ١٤ ) .
مريـم كانت تمثّل البشريه بأجمعها أمام الله . وعن طريقِها جاء الخلاص للعالم . إنها أُمّ الكلمة الخالقه والمحيية ، ” فَمِن مِلئِهِ نلنا بأجمعِنا نعمةً على نعمة ” ( يوحنا ١ : ١٦ ) ً.
فهل يجوز لهذا الجسد الذي حمل الله المُخلّص والفادي ووهب الحياة أن يتعفن ويتحلّل ؟
إنه جسدٌ مُقدّس ويمثّل الكنيسه التي أسسها المسيح، ولا ينساها أبداً، وأرادها : “مقدّسة لا دنسَ فيها ومنزهة عن كلّ عيب ولا ما أشبهَ ذَلِكَ ” ( أفسس ٥ : ٢٧ ) . ولذا اقيمت العذراء وانتقلت بالنفس والجسد إلى السماء .
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك
