إخوتي الاعزاء محبي العذراء مريم والدة الإله ،
تعالوا نُصلي مع الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي هذه الصلاة، إستعداداً للإحتفال غداً ١٥ اغسطس / آب، بعيد إنتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء:
“يا مريـم، نـحن نَدعوكِ أُمَّ الله . ونعلَمُ شرفَ هذا اللّقب:
هو لكِ ينبوعُ كلِّ شرفٍ وكلِّ مـجد،
ويُشّجّعنا على أَن نُلْقِي ذاتَنا بأمان في يديكِ الأموميّتين.
فيا قدّيسة مريم، صلّي لأجلنا الآنَ وفي ساعَةِ موتِنا. آمين . “
لقد وضع الله في قلبها الطاهر منذ بدايةِ الفردوس الأرضي، بُغضاً لعدوّ الله هذا الملعون ، وأعطاها قوّةً جبّارةً لتتغلّب على هذا المُتكبّر اللعين وتسحق رأسه . لذلك أصبح إبليس لا يخافها أكثر مِن الملائكة فحسب ، بل أكثر مِن الله ذاته، وذلك ليس لأنّ قوّة الله أعظم، ولا تفوق بنوعٍ غير متناهٍ قوّة العذراء بل:
أولًا : لأنّ إبليس الشديد الكبرياء ، يُذلّ ويتمَرمر، عندما تتغلّب عليه أمةٌ لله الصغيرة والمتواضعة .
ثانيًا : لأنّ الله أعطى مريم قدرةً ضد الشياطين وأعطى فعاليّة لصلواتها وطلباتها أكثر من صلوات القديسين جميعاً . فإنّ تهديداً واحداً من تَهديداتها لإبليس، تخيفه أكثر من كلّ عذاباته الأخرى .
ثالثاً : إنّ الذي خسره إبليس بكبريائِهِ ، رَبحته مريم بتواضعها، والذي خسرته حوّاء بعصيانها، خلّصته مريم بطاعتها. فحوّاء بطاعتها للحيّة أهلكت ذاتها وجميع أبنائها. أمّا العذراء فبأمانتها المطلقة لله، خلّصت كل أبنائها وخدّامها، مكرّسةً إيّاهم لجلاله اللّامتناهي .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
