Messe - Sanctuaire de Santa Maria della Rotonda (Albano) - 17 Août 2025 @ Vatican Media

معموديّة الصليب

عظة البابا يوم الأحد 17 آب مِن ألبانو

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

يوم الأحد 17 آب 2025، ترأس البابا لاون الرّابع عشر القدّاس الإلهي في مزار Santa Maria della Rotonda في ألبانو، فيما كان يتواجد في كاستل غاندولفو لبضعة أيّام من الراحة.

في عظته التي نشر نصّها الكامل موقع Vatican.va، أشار البابا إلى أنّ “التقارب وتخطّي المسافات عبر النظر إلى عيون بعضنا البعض كإخوة وأخوات هو هبة… والهبة الأكبر هي التغلّب على الموت مع المسيح، خاصّة يوم الأحد، يوم قيامته. نأتي إلى الكنيسة حامِلين مخاوفنا وتعبنا، فنشعر بأنّنا لسنا لوحدنا. نلتقي الآخرين ونجد كلمة المسيح وجسده، فيتلقّى قلبنا حياة تتعدّى الموت. إنّه الروح القدس، روح القائم من بين الأموات الذي سمح بذلك بصمت، أحداً بعد أحدٍ، يوماً بعد يومٍ… داخل الكنيسة، نلقى الاستقبال، فيذوب فقرنا وضعفنا وفشلنا الذي نحكم على ذواتنا بسببه، في قوّة الله العذبة. إنّه حبّ بلا شروط… أمّا في مريم فنصبح كنيسة أمّ تولّد فضيلة المحبّة”.

وعن إنجيل لوقا 12 : 51 “أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا”، قال البابا: “نحن نبحث عن السلام، وهذه الآية قد تُفاجئنا فنسأل الرب: كيف ذلك يا سيّد؟ أنت أيضاً؟ لدينا ما يكفي من الانقسامات. ألم تقل في العشاء الأخير “سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم”؟ وقد يُجيبنا الرب: تذكّروا أنّني قلت أيضاً تلك الليلة “ليس كما يُعطيه العالم. فلا تضطرب قلوبكم”…. يُعوّدنا العالم على خلط الراحة والخير مع الصفاء. لذا، وكي يحلّ سلام الله بيننا، يجب أن يقول لنا يسوع: “جئتُ لألقي ناراً على الأرض. فكم أتمنّى لو اضطرَمَت” (لو 12 : 49). قد يكون أفراد عائلاتنا وأصدقاؤنا منقسمين حيال هذا الموضوع فيما يسوع غاص في إنسانيّتنا. إنّها “المعموديّة” التي يتكلّم عنها: معموديّة الصليب، أي الانغماس التام في حبّه. ونحن، عندما نتناول جسده، نتغذّى من هذه الهبة، فيما القدّاس يُغذّي هذا القرار. إنّه قرار عدم العيش لأنفسنا، بل قرار إدخال هذه النار إلى العالم. ليس نار الأسلحة، ولا نار الكلمات التي تحوّل الآخرين إلى رماد، بل نار الحبّ الذي يعترض على الظُلم والعجرفة؛ نار الطيبة التي لا تُكلّف بقدر تكلفة الأسلحة، بل التي تجدّد العالم وتقضي على سوء التفاهم والتهكّم والسخرية وصولاً إلى الاضطهاد. ما مِن سلام أكبر من التمتّع بهذه النار في داخلنا”.

في الختام، حثّ البابا الجميع على عدم التهميش والتمييز، داعياً إلى حمل نار المحبّة، وشاكِراً مَن يعملون على تسهيل اللقاءات بين الأفراد.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير