Pope Leo in General Audience - Photo: Vatican Media

أطروحة دكتوراه البابا لاون الرّابع عشر تُنشَر في تشرين الأوّل 2025

خريطة مبكرة لقناعاته الكنسيّة

Share this Entry

ترجمة ندى بطرس

قبل حوالى أربعة عقود من خروجه إلى شرفة كاتدرائيّة القدّيس بطرس بصفته البابا لاون الرّابع عشر، انغمس الحبر الأعظم المستقبليّ في أبحاث الدكتوراه الهادئة. وهذا العمل، الذي لطالما أثار اهتمام الباحثين ولكنّه متاح فقط في الأوساط المتخصّصة، من المقرّر أن يصل الآن إلى جمهور أوسع، كما كتب إنريكي موهيكا من القسم الإنكليزي في زينيت.

في التفاصيل، خلال تشرين الأوّل المقبل، ستنشر مطبعة الجامعة الكاثوليكيّة الأمريكيّة (بالنسخة المطبوعة ونسخة كيندل) النصّ الإنكليزي من “منصب وسُلطة رئيس الدّير المحلّي في رهبنة القدّيس أغسطينوس”. وقد حاز الأب الشاب روبرت بريفوست، من خلال هذه الدراسة الأكاديميّة التي قدّمها عام 1987 في جامعة القدّيس توما الأكويني البابويّة في روما، شهادة الدكتوراه في القانون الكنسيّ. وفي ذلك الوقت، لم يكن أحد ليتوقّع أن يصبح مؤلّفها يوماً ما أسقف روما.

تُعَدُّ هذا الأطروحة، التي وضع لها اللاهوتي الدومينيكي الأب توماس جوزيف وايت، مقدّمة جديدة، أكثر من مجرّد تمرين في حُكم الكنيسة. ففي حين أنّها متجذّرة في الواجبات المحدّدة لرئيس الدير ضمن التقليد الأغسطيني، فإنّها تكشف عن تأمّلات أوسع نطاقاً حول حياة الكنيسة وقيادتها – تأمّلات قد تكون نافذة على الحسّ اللاهوتي والرعوي للبابا الحالي.

لا تضع الأطروحة رئيس الدير المحلي كمدير فحسب، بل كمرساة روحيّة لجماعته، حيث تُشكّل ليتورجيا الإفخارستيا جوهر حياة الجماعة. كما تُشدّد على الخير العام للكنيسة، وقيمة التشاور إلى جانب السُلطة الهرميّة، والاحترام المتبادل حيال المواهب المتنوّعة داخل جسد المسيح.

دائماً في قلب الأطروحة، يتمثّل جوهر رؤيتها في فهم أغسطينيّ للحياة الروحيّة: أولوية محبّة الله، عمل النعمة الداخلي، والتوافق العميق مع المسيح. قد ينجذب المحامون الكنسيّون إلى الطريقة الدقيقة التي درس بها البابا المستقبليّ الدساتير الأغسطينية في ضوء القانون الكنسي الذي كان آنذاك جديداً، في حين أنّ  المؤرّخين واللاهوتيّين قد يجدون في هذه الصفحات الخطوط العريضة لبابويّة أبدت حساسية ملحوظة تجاه متطلّبات التقاليد والاحتياجات الرعويّة للحاضر.

عندما سعت صحيفة “نيويورك تايمز” وغيرها من وسائل الإعلام إلى استشراف فكر البابا لاون الرّابع عشر بعد انتخابه بفترة وجيزة، وجدت في أطروحته خريطة مبكرة لقناعاته الكنسيّة. تدعو النسخة الإنكليزية المُرتقبة، المكتملة بمقدّمة الأب وايت التفسيريّة، جمهوراً أوسع بكثير إلى هذا الحوار – حيث لا تقدّم دراسة أكاديميّة لحكم أغسطينوس فحسب، بل أيضاً لمحة عن قناعات وآمال كاهن شاب ستحتضن دعوته يوماً ما الكنيسة الجامعة.

إنّ مبيعات ما قبل الإصدار متاحة من خلال CUA Press و Amazon.

Share this Entry

فريق زينيت

ندى بطرس مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك - لبنان مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير