ترجمة ندى بطرس
يوم الخميس 11 أيلول 2025، استقبل البابا لاون الرّابع عشر في قاعة السينودس عدداً مِن الأساقفة الذين تمّت سيامتهم حديثاً، مع عدد من الأساقفة الآخرين الذين تمّ تعيينهم في بلدان الرسالات، كما أورد الخبر القسم الفرنسي في زينيت.
في تفاصيل أخرى، بدأ الأب الأقدس كلمته بتذكير الأساقفة بأنّ الهبة التي تلقّوها ليست لأنفسهم، بل لخدمة الإنجيل. “تمّ اختياركم لتكونوا رُسلاً للربّ وخدّاماً للإيمان: الأسقف خادم، وهو مدعوّ لخدمة إيمان الشّعب. هذا يطال هويّتنا… لعلّ بعضكم ما زالوا يتساءلون: لماذا أنا؟ وأنا بنفسي أطرح هذا السؤال أيضاً. الخدمة ليست سِمة خارجيّة أو طريقة لممارسة وظيفة. على العكس، إنّ مَن يدعوهم يسوع لنشر تعاليم الإنجيل مدعوّون بدورهم إلى الحرّية الداخليّة وفقر القلب والخدمة التي تولد من الحبّ… يسوع كشف لنا عن أسلوب الله الذي يظهر في حبّ أبٍ يدعونا إلى الشّراكة معه”.
وهنا، استذكر الأب الأقدس البابا فرنسيس الرّاحل الذي لطالما كرّر: “السُلطة الوحيدة التي ننعم بها هي الخدمة، والخدمة المتواضعة”، مُشيراً إلى أنّه من المهمّ أن نتأمّل بذلك وأن نحاول عَيش هذه الكلمات. وأضاف: “أطلب إليكم أن تبقوا متيقّظين وأن تسيروا في التواضع والصلاة، كي تكونوا خدّاماً للشعب الذي يرسله لكم الربّ. وهذه الخدمة تظهر كإشارة على قُرب الله: يسوع يحبّ الاقتراب مِن إخوته عبرنا، عبر أيدينا المفتوحة وكلماتنا وقلبنا الذي يحمل قلق الآخرين وأفراحهم… وفي الوقت عينه، علينا أيضاً أن نتساءل ما معنى أن نكون خدّام إيمان الشّعب. فبقدر أهمية إدراك أنّ كهنوتنا متجذّر في روح الخدمة، على صورة المسيح، إلّا أنّ هذا لا يكفي. يجب أن يُتَرجَم هذا أيضاً في أسلوب الخدمة وأشكالها. إنّ أزمة الإيمان ونقله إلى الآخرين، كما المصاعب المتّصلة بالانتماء والممارسة، تدعونا إلى إعادة إيجاد الشغف والشجاعة لأجل انطلاقة إرساليّة جديدة… هناك العديد من الأشخاص الذين يبدون بعيدين عن الإيمان، ويعودون لقرع أبواب الكنائس أو ينفتحون على البحث عن الروحانيّة… يجب ألّا ننسى أيضاً التحديات التي تطال بعض الأراضي: الحرب والعنف، والمسائل الأخلاقيّة التي تسلّط الضوء على قِيم الحياة والحرية… في هذا الإطار، الكنيسة تُرسلكم كرعاة متنبّهين يعرفون مشاطرة المسار والمسائل والقلق ورجاء الشّعب؛ رعاة يرغبون في أن يكونوا مُرشِدين وآباء وإخوة للكهنة وللآخرين في الإيمان”.
وختم البابا كلمته قائلاً: “أصلّي كي لا ينقص نفح الرّوح فيكم وكي يُنثَر عبير فرح سيامتكم كعطرٍ عذب على مَن دُعيتُم لخدمتهم”.
