ترجمة ألين كنعان إيليا
يصادف 22 أيلول الذكرى السنوية الأولى لزيارة البابا إلى إندونيسيا والذكرى الخامسة والسبعين للعلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والكرسي الرسولي. وفي هذا السياق من الاحتفال بهذه المناسبات، استقبل البابا لاون الرابع عشر في قصره الرسولي الجالية الكاثوليكية الإندونيسية في روما بحسب ما ذكر موقع أخبار الفاتيكان.
إندونيسيا والكرسي الرسولي: تاريخ طويل من الصداقة
منذ البداية، “رافق الكرسي الرسولي أمتكم، معترفًا باستقلالها منذ نشأتها، كما ذكر الحبر الأعظم ضيوفه. وخلال هذه العقود، أضاف: “تم نسج روابط من الحوار والاحترام والانخراط المشترك من أجل السلام والوئام». أما الزيارة البابوية “التاريخية” التي قام بها البابا فرنسيس من 3 إلى 6 أيلول 2024، وكان عمره آنذاك 87 عامًا، في إطار رحلته الرسولية الخامسة والأربعين، وهي الأطول في حبريته، فقد عمّقت “هذه الصداقة وقدمت رسالة أمل لأرخبيلكم الشاسع”، بحسب ما أكد البابا لاون الرابع عشر. وقد شدد على أنّ هذه الزيارة “قدمت أيضًا للعالم تعبيرًا ملموسًا عن التعاون بين الأديان” من خلال إعلان الاستقلال المشترك، الذي وقعه البابا فرنسيس والإمام الأكبر للمسجد لتعزيز الوحدة من أجل صالح الإنسانية. وأضاف الحبر الأعظم: “اليوم، نفرح بهذه الروابط الصديقة وبوجودكم هنا، إلى جانب السلطات المدنية التي تمثل إندونيسيا”.
الإيمان والوحدة
بالنسبة إلى خليفة بطرس، إنّ حضور الجالية الكاثوليكية الإندونيسية في روما إلى الفاتيكان هذا الاثنين “يُعد في حد ذاته علامة على ثمار الإيمان والوحدة”. وأوصى البابا قائلًا: “حتى وإن كنتم بعيدين عن وطنكم، حافظوا على تقاليدكم حية واعتنوا ببعضكم البعض”. وأضاف: “أشكركم على الروابط القوية التي تربطكم بجيرانكم، سواء كانوا مسيحيين أم غير مسيحيين”. وشرح أنّ هذه الأعمال الصامتة من الخدمة “تعكس شعار إندونيسي”»، “Bhinneka tunggal ika”، أي “متحدون في التنوع”.
وكان قد أعلن البابا فرنسيس في خلال لقائه مع السلطات والمجتمع المدني والجسم الدبلوماسي في قاعة القصر الرئاسي إيستانا نيغارا في 4 أيلول 2024، أنّ شعوب إندونيسيا تُشكل “نسيجًا موحدًا” حينما يربطهم السعي من أجل الخير العام. وأوضح: “إنّ الحفاظ على الوئام في التنوع يشبه عملًا دقيقًا موكولًا للجميع”. من هنا، قال البابا لاون الرابع عشر: “أشعر بالارتياح للطريقة التي تمارسون بها هذا التضامن، بدءًا من استقبال المهاجرين الجدد وصولًا إلى مشاركة ثقافتكم مع المجتمعات المحلية.
