ترجمة ندى بطرس
يوم الأحد 21 أيلول 2025، احتفل البابا لاون الرّابع عشر بالقدّاس الإلهي في رعيّة القدّيسة حنة في الفاتيكان، وهي كنيسة “على الحدود”، يمرّ بها كلّ مَن يدخل إلى الفاتيكان ويخرج منه.
في عظته التي ألقاها، والتي نقل نصّها الكامل موقع Vatican.va الإلكتروني، حيّى البابا الرّهبان الأغسطينيّين الذين يخدمون الرعيّة، وألقى تحيّة خاصّة على الأب جويلي سكيافيلا الذي بلغ مؤخّراً سنّ ال103 أعوام.
ثمّ قال: “يدعونا الإنجيل الذي قرأناه إلى تفحّص علاقتنا مع الربّ، وعلاقاتنا فيما بيننا. فيسوع يقدّم بديلاً واضحاً بين الله والغِنى، ويطلب منّا اتّخاذ موقف واضح. لا يمكن لأحد أن يخدم ربَّين: الله والمال. لا يتعلّق الأمر بخيار مشروط كخيارات أخرى، ولا بخيار يمكن مراجعته على مرّ الزّمن، بحسب الظروف. يجب اختيار أسلوب حياة. يجب أن نختار أين نضع قلبنا وأن نوضح مَن نحبّ بصدق ومَن نخدم بتكرّس وما هو خَيرنا. لذا تحديداً، يضع يسوع الغِنى بوجه الله، لأنّه يعرف أنّنا مخلوقات مُعدَمة، وأنّ حياتنا مليئة بالحاجات… إنّ التعطّش للغنى قد يحلّ محلّ الله في قلبنا، عندما نعتقد أنّه هو ما يُنقذ حياتنا. فالتجربة هي التالية: الاعتقاد أنّنا نستطيع العَيش جيّداً بدون الله، فيما سنكون بغاية الحزن بدون غنى. خلال الحاجة، نشعر بالتهديد. لكن بدلاً مِن أن نطلب المساعدة بثقة وأن نتشاطر ما لدينا بأخوّة، نبدأ بعمليّات حسابيّة ونصبح حذرين ومُشكّكين حيال الآخرين. فتُحوّل هذه الأفكار الآخر إلى شخص نستغلّه… إلّا أنّ الله يُكرّس الخيرات للجميع. والآب الطيّب يتصرّف حيال الفقر الروحي كما المادّي والنفسي”.
وتابع البابا شرحه قائلاً: “إنّ كلمة الرب لا تضع الناس في فئات متنافسة مقابل بعضهم البعض، بل تحثّ كلّ إنسان على الثورة الداخليّة والارتداد الذي يبدأ من القلب. عندها، ستنفتح أيدينا للعطاء وليس للأخذ. وستنفتح عقولنا لتأسيس مجتمع أفضل، وليس لإيجاد سلع بأسعار أفضل… واليوم، تُصلّي الكنيسة كي يتحرّر حكّام البلدان من تجربة استخدام الغنى ضدّ الإنسان وتحويل هذا الغنى إلى أسلحة تقضي على الشّعوب وتذلّ العمّال. مَن يخدم الله يتحرّر من الغنى، لكن مَن يخدم الغنى يبقى عبداً له! ومَن يبحث عن العدل يُحوّل الغنى إلى خير عامّ. أمّا مَن يبحث عن السيطرة فهو يحوّل الخير العام إلى طريدة جَشَعِه الخاصّ”.
وختم البابا قائلاً: “إنّ الكتابات المقدّسة تُسلّط الضوء على التعلّق بالخيرات المادية، هذا التعلّق الذي يزرع الارتباك في قلبنا ويُشوّه مستقبلنا”.
