ترجمة ندى بطرس
يوم الجمعة 26 أيلول، استقبل البابا لاون الرّابع عشر في القصر الرسولي، جون إلكان وزوجته لافينيا بوروميو، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
في التفاصيل، كان هذا أوّل لقاء بين البابا ورئيس شركة فيراري وستيلانتس Ferrari & Stellantis، والذي يشغل أيضاً منصب مدير مؤسّسة أنييلي Agnelli والمدير العام لشركة إكسور Exor. سافر إلكان إلى الفاتيكان بسيارة جيب جراند شيروكي، وانتهز الفرصة لتكريم الأب الأقدس بإهدائه نموذجاً من سيّارة فيراري SF90 XX Stradale.

شكّل اللقاء مساحة للتفاهم المتبادل، وفرصة لمناقشة مواضيع تهمّ الأب الأقدس مباشرة، مثل المسؤوليّة الاجتماعيّة، الاستدامة، وأخلاقيّات الابتكار.
في ظلّ التحوّل الذي تشهده صناعة السيّارات – مع التوجّه نحو السيّارات الكهربائيّة وتحديات التشغيل الآلي، والحاجة إلى نماذج أعمال جديدة – يكتسب حضور إلكان أهميّة رمزيّة ووزناً بالغاً. لم يكن هذا لقاءً دعائيّاً، بل كان إشارة إلى رغبة الكنيسة في الحوار مع أولئك الذين يُشكّلون مستقبل الصناعة والتكنولوجيا.
رابط يعود إلى سنوات
للروابط بين عائلة أنييلي والفاتيكان تاريخ طويل. فقد حافظ جياني أنييلي على اتّصالات رفيعة المستوى مع باباوات مثل بولس السّادس ويوحنا بولس الثاني، لاسيّما خلال أكثر اللّحظات الحسّاسة في العصر الصناعي في تورينو. في حبريّة البابا فرنسيس، استُقبل إلكان عدة مرّات في الفاتيكان، وهو تقليد لا يزال مستمرّاً حتّى اليوم في سياق مختلف وأكثر إلحاحاً. هذه المرّة، التحديات أوسع نطاقاً: التحوّل التكنولوجي، دَور الشركات في مكافحة أزمة المناخ، والحدود الأخلاقيّة للابتكار: هذه قضايا يبدو أنّ الفاتيكان حريص على إدراجها في النقاش العام، ليس فقط كمراقب، بل كشريك.
نُشير هنا إلى أنّه من الممكن عقد اجتماعات مماثلة أخرى في الأشهر المقبلة مع شخصيّات بارزة في صناعة السيّارات، في إيطاليا وخارجها، لتوسيع الحوار على نطاق عالميّ. يجب اعتبار هذه اللّقاءات لفتة تتجاوز الاحتفالات: فالعالم الدينيّ يتحرك بوعي ويعتزم أن يكون حاضراً في القرارات التي ستشكّل المستقبل.
