ترجمة ألين كنعان إيليا
عشية عيد الطوباوية مريم العذراء سيدة الوردية (في 7 تشرين الأول)، احتفل البابا لاون الرابع عشر بصلاة الغروب في “دوموس أوستراليا” في روما، يوم الاثنين 6 تشرين الأول. إنه دار ضيافة كنسية تستقبل بشكل رئيسي الحجاج والسياح الأستراليين والناطقين باللغة الإنكليزية. وقد أنشئت الدار في الأصل كمقرّ للآباء المريميين، ثم اشترتها أبرشية سيدني في أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة بدعم من أبرشيات أسترالية أخرى. وقد افتتحها رسميًا البابا بندكتس السادس عشر العام 2011 كمكان للرياضة الروحية للحجاج الأستراليين في روما بحسب ما ذكر موقع أخبار الفاتيكان.
وقد جذب إعلان الاحتفال بصلاة الغروب جمعًا غفيرًا من المؤمنين الذين استقبلوا البابا بالأناشيد والهتافات “لِيعِش البابا” والتصفيق. ما أن دخل البابا الكنيسة حتى وقف لحظات صامتة أمام القربان الأقدس. وأما في عظته، فقد تأمّل البابا لاون الرابع عشر في دور العذراء مريم في سياق السنة اليوبيلية، سنة الرجاء. فقال: “جسّدت مريم الرجاء من خلال ثقتها بالله الذي يفي بوعوده”. وأضاف: “هذا الرجاء منحها القوة والشجاعة لتكرّس حياتها طوعًا للإنجيل وتسلّم ذاتها بالكامل لمشيئة الله”.
وذكّر البابا لاون الرابع عشر المؤمنين بأنّ التجسد تمّ أولاً “في قلب مريم” قبل أن يتحقق في أحشائها. وقال أسقف روما: “الله لا يتأخر أبدًا، بل الإنسان هو المدعوّ ليتعلّم الصبر والثقة: فزمن الله هو دائمًا الزمن الكامل”.
وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ الله لا يحرّر البشرية من الخطيئة فحسب، بل يفتح أيضًا القلوب، حتى نستطيع على مثال مريم أن نجيب “نعم” على دعوته. ومن خلال المعمودية، يصبح الجميع أبناء الله. واستشهد البابا بقول القديس أوغسطينوس: “لقد خلقنا الله من دوننا، لكنه لن يخلّصنا من دوننا”. ودعا المؤمنين إلى أن يكون لهم دور فعّال في مشروع الخلاص الإلهي، من خلال الإيمان والثقة والامتنان.
وختم البابا لاون الرابع عشر داعيًا المؤمنين إلى تلاوة “تعظّم الربّ” معها، قائلاً: “وفيما نقوم بذلك، لنتأمل كيف أنّ مريم، الابنة الحقيقية لصهيون، فرحت بالله مخلّصها، لأنها رأت النِعَم التي أغدقها الله عليها وكيف كان أمينًا دومًا لإبراهيم ونسله”.
